كان للتنظيمات الإرهابية دور كبير في إبادة التراث الثقافي في العراق، ونخص بالدراسة عصابات داعش الإرهابية، ففي يونيو / حزيران 2014م، شنت عصابات داعش الإرهابية حرباً شرسة، هاجمت تقريباً الطوائف العرقية والدينية جميعها، في خضم ذلك، استهدفت مواقع التراث الثقافي. إن تدمير العصابات الإرهابية للتراث الثقافي ليس نتيجة جانبية للعنف، بل كان تدخل مخطط وموثق بعناية. في الواقع، إن الإبادة الثقافية التي ارتكبها مجرمو داعش في العراق، فضلاً عن كونها تشكل جرائم وفقاً لقانون العقوبات العراقي وقانون مكافحة الإرهاب وقانون الآثار والتراث، فإنها ترقى إلى مصاف الجرائم الدولية. ومن هذا المنطلق يعرض هذا البحث الاعتداءات التي ارتكبها مجرمو داعش ضد التراث الثقافي في العراق في المبحث الأوَّل، فيما سنبين في المبحث الثاني الآليات المتاحة لمساءلة داعش عن هذه الاعتداءات.