كشفت العمليات الإرهابية المتصاعدة في العالم بوضوح أن المجتمع الدولي مازال يفتقر إلى إستراتيجية شاملة لكسب الحرب ضد الإرهاب، الذي بات ينتشر كالسرطان في أنحاء عدة من دول العالم، وأربك تمدد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في العراق وسوريا وسيطرته على مناطق واسعة في البلدين، الحسابات السياسية لمختلف القوى الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية، وإزاء اتضاح فشل القوات المحلية في مواجهة ذلك التنظيم أو الحد من نفوذه، اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى العودة للتدخل العسكري في العراق، وخاصة بعد إقدام التنظيم على إعدام صحفيين أميركيين، على الرغم من أحجامها عن التدخل المباشر في أزماته منذ إتمام سحب قواتها منه أواخر العام 2011، وقد لاقى التدخل الأميركي ترحيباً لدى معظم القوى الدولية والإقليمية التي شاركت معها في تحالف دولي، وعرضت نفسها على أنها شريك أساسي في مكافحة الإرهاب.