يُعدّ تَدمير وحماية الممتلكات الثقافية سمة من سمات النزاعات المسلحة منذ آلاف السنين وتُلقى تركيزًا دوليًا متزايدًا على مدار العقدين الماضيين. ولقد ظَهرت هذه السمة بشكل واضح أثناء النزاع المسلح الأخير في العراق، والذي تعرضت خلاله الممتلكات الثقافية الى دمار مقصود ومنظم من قبل أعضاء تنظيم داعش. وعلى الرغم من وجود قواعد قانونية دولية لحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاعات المسلحة، ولكن، أثبت ذلك التَدمير فشل تلك القواعد في ردع تلك الأفعال الاجرامية بفعالية. يحلل هذا البحث الإطار القانون الدولي ذات الصلة بحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاعات المسلحة في ضوء ذلك التدمير، ويتساءل البحث عما إذا كانت هنالك فجوات في ذلك الإطار فيما يتعلق بالهجمات التي شنها تنظيم داعش كجماعة مسلحة غير تابعة للدولة على الممتلكات الثقافية العراقية. ومن خلال دراسة التطورات الأخيرة في القانون الدولي الواجب التطبيق، يقترح هذا البحث ضرورة قيام المجتمع الدولي بإعلان بروتوكول ثالث لاتفاقية لاهاي لعام 1954 وذلك من أجل تعزيز القانون الدولي بشكل أكثر فعالية وللحفاظ على الممتلكات الثقافية للأجيال القادمة.