تعد فكرة الارث الرقمي من المسائل الحديثة جدا في الواقع القانوني، اذ لم تظهر الا خلال هذا العقد من الزمن، وكانت بوادر ظهورها في امريكا منطلقة من  العراق بواقعة جندي امريكي قتل في العراق وطالبوا اهله امام القضاء شركة ياهو بالبرد الالكتروني لابنهم، وتتمثل فكرة الارث الرقمي في بيان الموقف القانوني من مآل الحسابات والصفحات ومحتوى الحسابات والصفحات الشخصية من صور ونصوص ورسائل وغيرها التي يتركها الانسان بعد وفاته، وهل يمكن ان تنتقل من بعده للورثة ام لا؟ ومن الخلف العام الذي يستحق هذه الاشياء الرقمية.

       وعند استعراض موقف القوانين المقارنة من امريكي وانكليزي وفرنسي وعراقي وفقه اسلامي، نجد ان جوهر المشكلة التي تثيرها مسألة الارث الرقمي هي اصطدامها بحق خصوصية المتوفى، اذ عادة الرسائل والنصوص والحسابات الخاصة تنطوي على سرية وخصوصية، فأنتقالها هو انتهاك لحق الخصوصية ومن ثم لابد من بحث مسألة التعارض بين انتقال الارث الرقمي من جهة، وحق خصوصية المتوفى من جهة اخرى.