تتناول هذه الدراسة نموذج كوريا الجنوبية في إدماج المعاهدات، ويجادل بأن دستورها، رغم اعتماده نهجًا أحاديًا شكليًا من خلال منح المعاهدات نفس الأثر القانوني للقانون المحلي بموجب المادة 6 (1) فإن الممارسة المؤسسية تعكس نظامًا تعدديًا وظيفيًا. إذ تطبّق المحاكم المعاهدات بدرجات متفاوتة من المباشرة، تبعًا لطبيعة الموضوع، ووضوحه المعياري، ومستوى الدعم التشريعي المتاح. وتضطلع الجمعية الوطنية بدور محدود بعد التصديق، كما أن غياب نظرية واضحة بشأن التنفيذ الذاتي يُسهم في تعميق حالة عدم اليقين القانوني. ومن خلال تحليل مقارن يشمل اليابان، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، يضع المقال التجربة الكورية ضمن اتجاه أوسع في التعددية الدستورية، حيث يُدار إدماج المعاهدات عبر التقدير القضائي، والانخراط التشريعي، والتنسيق المؤسسي.
وبدلًا من الدعوة إلى إصلاح هيكلي شامل، تقترح الدراسة هنا سلسلة من الإصلاحات المتوازنة مثل التوضيح القضائي لمعايير القابلية للتنفيذ، وتعزيز المشاركة التشريعية بهدف تقوية الاتساق القانوني مع الحفاظ على التوازن الدستوري. ومن خلال ذلك، تعد الدراسة هنا تأطير التجربة الكورية لا بوصفها انحرافًا عن نماذج الأحادية أو الثنائية، بل كنموذج عملي لإدماج تعددي يتماشى مع الاتجاهات الدستورية العالمية المعاصرة.