يعد التحريض على إرتكاب الجرائم أثناء النزاعات المسلحة من المسائل الخطيرة التي تهدد القيم والمصالح المحمية داخياً ودولياً ، وتزداد هذه الخطورة بصورة طردية مع سرعة إنتشار وسائل الإعلام، وتنوع قنواتها، وكثرة إستخداماتها، ومتابعيها وتطور أدواتها في ظل التقنيات الحديثة.
وتبدو جريمة التحريض في القانون الجنائي العراقي كأحدى صور المساهمة الجنائية التبعية مرةً، وجريمةً مستقلةً تارة أخرى ، كما في التحريض على الحرب الاهلية، أو التحريض على الجرائم الارهابية. وفي جانب آخر تعد التحريض العلني والمباشر على الإبادة الجماعية جريمةً دوليةً تعاقب عليها قواعد القانون الجنائي الدولي، وبالتالي تنهض المسؤولية الجنائية الفردية للمحرضين، وتكون الدولة مسؤولة عن الأضرار الناتجة بسبب هذا التحريض بإعادة الإوضاع الى ما كانت عليه عينيا أو ماليا عبر التعويض .