تعد التحولات العمرانية من القضايا المهمة التي شغلت العاملين في حقل العمارة وتصميم المدن . وان مراكز المدن المقدسة الاسلامية قد تأثرت وبشكل واضح وكبير بالتحولات الناتجة عن ازدياد الحاجات الانسانية والتقدم الحضاري والتكنولوجي ( الغير مدروس ) . وتظهر مشكلة البحث بصورة جلية في عملية التطور والتوسع للمدن المقدسة التي تمر في مرحلة صعبة بالنسبة لنسيجها التقليدي من جراء ما اصابها من تمزق في نسيجها وتحولها الى نسيج مفكك بعيداً عن نمط العمارة العربية الاسلامية التقليدية وذلك من خلال ادخال عناصر غريبة من الطرز والتفاصيل المعمارية غير الملائمة مع النسيج العمراني التقليدي ان عدم وجود وعي عام للمحافظة على الابنية والمدن التاريخية المقدسة سواء عند الافراد او المجتمع او دوائر الدولة هو أساس المشكلة ، وتوصل البحث الى ان الحل يأتي من خلال مواجهة هذا التيار الجارف العملية التحضر المفرط والتحول السريع الذي رافقه نبذ للاشكال والصيغ العمرانية التقليدية والتوجه نحو اقتباس المفاهيم الغربية دون تحسس لطبيعة الموروث الحضاري والمعماري للمدن المقدسة وامكانية ترابط هذه المفاهيم مع الواقع القائم . وانطلاقا من ذلك جاءت اهمية القيام بدراسة المركز التاريخي لمدينة النجف الأشرف حتى نتمكن من المحافظة على هويتها وشخصيتها التاريخية ذات الطابع الديني المميز للاجيال القادمة كنموذج للمدن المقدسة ذات طابع العمارة الأسلامية التقليدية وقد قسم البحث إلى محورين رئيسيين المحور الأول يدرس مفهوم التحولات عموماً والمحور الثاني يدرس التحولات في المركز التاريخي لمدينة النجف الاشرف القديمة .