لقد اخذ موضوع المياه حيزا كبيرا في كتابات الباحثين وصناع القرار على المستوى العالمي والعربي والمحلي لاسيما في المناطق الجافة وشبه الجافة لاسباب كثيرة منها ما هو متعلق بندرة هذا المورد، والذي يقابله زيادة في الطلب مع تزايد اعداد السكان وارتفاع مستوى معيشتهم اذ تزداد الحاجة اكثر للمياه فضلا عن استخدامها في مجالات الزراعة والصناعة والاحتياجات المنزلية مما يجعلها عنصرا ضروريا وحيويا في حياة المجتمعات، كما وتعد الموارد المائية لاسيما التي تشترك فيها اكثر من دولة مصدرا من مصادر النزاع والتوتر بين الدول وستشكل حلبة الصراع المستقبلي تحت مسمى (حرب المياه) فهنالك العديد من الدراسات العالمية التي اهتمت بالادارة الاستراتيجية للموارد المائية واخذت كل دراسة جانبا معينا بحسب الاولوية التي يراها الباحثون في تشخيص المشكلة مما يؤكد ازمة المياه على المستوى العالمي. لقد تباينت آراء الباحثين في عرض استراتيجيات ادارة الموارد المائية فمنهم من اعطى الاولوية لاصحاب المصلحة في حل المشكلة والبعض الآخر ركز على التحليل البيئي وآخرون بينوا اهمية الادارة الداخلية الصارمة وغيرهم وجدوا ان المحور القانوني والسياسي هو الاهم في الاستراتيجيات لاسيما في الموارد المائية التي تشترك فيها اكثر من دولة وذهب البعض الى ان المحاسبة المائية وبصمة المياه كفيلة في السيطرة على ادارة الموارد المائية وعدوها محورا مهما في الادارة المتكاملة للموارد المائية. وفي العراق فان مشكلة المياه مركبة تتكون من مجمل المحاور السابقة وهذا يتطلب صياغة استراتيجية مبنية على تحليل دقيق لهذه العوامل للخروج بخيار استراتيجي يتناسب وحجم هذه التحديات لمعالجة هذه الازمة الخطيرة وبالتالي فان اختيارنا للدراسات العالمية والعربية والمحلية المشابهة لحالة العراق سيسهم في توضيح الاستراتيجية المقترحة اختصارا للجهد والوقت وذلك من خلال تحليل الاستراتيجيات مدار البحث للاستفادة منها في رسم ملامح الاستراتيجية العراقية.