المقدمة ومنهجية البحث
تتفق أغلب الأدبيات ومنها المحاسبية, بأن الخطوة الأولى في وضع وتقييم أي نظام إداري أو محاسبي هي في صياغة أهداف ذلك النظام لما لذلك من أهمية في توفير معيار للحكم على كفاءة التطبيق من عدمه.
وتعرف الأهداف بأنها (النهايات التي تعمل أو توجه النشاطات باتجاهها أو هي النهايات التي تطمح النشاطات تحقيقها). ( 1 ) ..,
كما تعرف أيضا بأنها (الأغراض المحددة التي يجب أن تتحقق في تاريخ معين). (2)..,
ويتفق مجلس معايير المحاسبة المالية(FASB) وهو أحد أهم الجهات المهتمة بتنظيم مهنة المحاسبة في الولايات المتحدة الأمريكية مع التعريفين أعلاه, حيث أورد المجلس في سنة 1974 تعريفا للهدف بأنه (ذلك الشيء الذي توجه نحوه الجهود وهو نهاية النشاط أو العمل). (3)..
وتنبع أهمية الأهداف سواء كانت على مستوى الفرد أو المنظمة أو أي كيان اجتماعي أخر من كونها العامل الموجه لما سوف يتخذ من قرارات , فقرارات الأفراد وسياسات الشركات المتعلقة بنشاطاتها الرئيسة لابد أن توجه نحو تحقيق تلك الأهداف , وآيا كانت هذه الأهداف, يجب صياغتها بصورة واضحة لأن الفشل في ذلك ينتج عنه فشل في اتخاذ القرارات الصحيحة, بالإضافة إلى أن عملية تحديد الأهداف تسهم في وضع معايير للأداء, وبدون وجود أهداف واضحة, لا يمكن التصور بأن أي فرد أو مجموعة من ألأفراد يمكن أن ينجزوا أعمالهم بكفاءة وفعالية, بمعنى أنة من الواجب أن يتم تحديد ألأهداف بطريقة يمكن من خلالها الحكم على حالة النجاح أو الفشل في بلوغ تلك ألأهداف. (4).
وتخضع عملية تحديد الأهداف أيا كانت إلى مجموعة من الظروف, وقد تتغير هذه الظروف أحيانا, الأمر الذي يستلزم ضرورة مراجعة وتقييم تلك الأهداف وذلك لغرض مواكبة التغيرات في تلك الظروف, ويؤكد Schleh في هذا السياق بأن عملية تحديد الأهداف تجري في بادئ الأمر في ظل مجموعة من الظروف المعروفة وعندما تتغير هذه الظروف, يجب أن تتغير تلك الأهداف لمجاراة ذلك التغيرفي الظروف. (5) ..,
وتتمثل هذه الظروف, بالظروف الداخلية والتي من الممكن أن تؤثر على الأهداف وتؤدي إلى تغييرها والظروف الخارجية المتمثلة بالظروف البيئية وتشمل التغير في القوانين والتشريعات والتطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها من الظروف البيئية الأخرى.( 6)..,
وطالما أن ظروف المجتمعات التي نعيش فيها تتغير باستمرار خلال مراحل تطورها, بالإضافة إلى اختلاف تلك الظروف من مجتمع لأخر, لذلك فأن على الجهات المسؤولة عن صياغة الأهداف وفي أي مجال من المجالات, أن تقوم بصياغتها في ضوء المتطلبات والظروف البيئية المحلية, بالإضافة إلى أهمية مراجعة هذه الأهداف وتكييفها وفقا للتغيرات في تلك الظروف وكلما تطلبت الحاجة لذلك.