مع فرض الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة من حلفائها موجات ضخمة من العقوبات على روسيا على خلفية الأزمة الروسية – الأوكرانية، وبشكل خاص بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وكذا فور بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 اتخذت روسيا مجموعة من الإجراءات والسياسات للتكيف مع تلك العقوبات، ونجحت إلى حد كبير في التخفيف من آثارها، وفي المقابل لم تنجح هذه العقوبات في تغيير موقف روسيا من الحرب أو سلوكها تجاه أوكرانيا.
وتتمثل إشكالية البحث الرئيسة في تحليل وبحث إلى أي مدى يمكن أن تمثل تجربة روسيا أنموذجًا يحتذى به من قبل دول الجنوب العالمي في مواجهة العقوبات الأمريكية والغربية، وهل يمكن أن يؤدي تكرار استعمال هذه الأداة إلى تراجع فعاليتها كوسيلة ضغط استراتيجي.
وخلصت الدراسة إلى أن موسكو أسست مسارات في ضوء تعاملها مع العقوبات، يمكن لدول الجنوب العالمي اتباعها حال تعرضها لسلاح العقوبات الأمريكية والغربية، مما يقود في النهاية إلى إضعاف قوة وفعالية هذا السلاح. ولقد اعتمدت الدراسة على المنهج النقدي في إطار حقل الاقتصاد السياسي الدولي لتحليل الأزمة الروسية – الأوكرانية ومآلاتها.