تناقش هذه الدراسة فلسفة وأفكار لينين السياسية في سياق جهوده لتطوير الماركسية ونقلها من حيز الخطاب النظري إلى حيز التطبيق العملي. وتسلط الدراسة الضوء على التحولات الفكرية الرئيسة للماركسية من خلال إطار تحليلي قائم على رؤية لينين. وفي الوقت نفسه، تستكشف الدراسة كيف قام لينين بتكييف وصقل هذه المبادئ لتتناسب مع حقائق العصر الجديد، الذي يسعى إلى بناء مجتمع شيوعي.
ويزعم البحث أن لينين لم يخلق نظرية مستقلة تقف في معارضة للماركسية؛ بل إن اللينينية هي امتداد للماركسية إذ نشأت منها وطورتها وحافظت عليها من التشوهات والانحرافات، دون أن يسهم لينين نفسه في تلك الانحرافات. ومن خلال تحليل أكاديمي مكثف، و باستعمال الطرق الوصفية والتأريخية والبنيوية، تفكك الدراسة وتعيد البناء وتوائم العناصر المختلفة في إطار نوعي لمعالجة مشكلة البحث الأساسية.
ومن خلال عرض أفكار لينين السياسية وإسهاماته، تبرز الدراسة أهم الاستنتاجات المتعلقة بتجديد لينين وتطويره للماركسية من منظور معرفي قائم على أسس علمية. وتسلط الدراسة الضوء على اللينينية كإطار نظري وعملي أثر في النظام العالمي في عصره ولا يزال يشكل أيديولوجية الأحزاب الاشتراكية والشيوعية. وعلاوة على ذلك، تظل اللينينية عقيدة سياسية وأساسًا أيديولوجيًا لبعض الأنظمة السياسية الكبرى و أنظمة سياسية أخرى اليوم.