تبحث الدراسة في فهم أهم التحولات التي طرأت على نهج السياسة الخارجية الروسية تجاه منطقة جنوب شرق آسيا، مع التركيز على المحددات الحاكمة للتوجهات الروسية تجاه المنطقة، لا سيما بعد تصاعد دور الجغرافيا في تشكيل رؤى قادة الدول، وتؤثر في صناعة قراراتهم في شؤون السياسة الخارجية تجاه تلك الفضاءات الأرضية الحيوية. وتغطي تفاعلاتها مسارات التحرك للسياسة الخارجية الروسية تجاه المنطقة والتي تشكل في جوهرها تحدياً للقوى الدولية الأخرى، ما جعل من منطقة جنوب شرق أسيا من أكثر الأقاليم حيوية بالنسبة للقوى الدولية، نظرا لأهميتها الجيوبوليتيكية والاقتصادية والسياسية والملاحية. ومن ثم فأن هذه الفاعلية الروسية تستشكل من مقاربة تدعم بيئات التفاعل الجغرافي الروسي المختلفة في تحديد طبيعة السياسة الخارجية الروسية الجديدة والتي أسهمت في إنضاجها الأوضاع الموضوعية التي طرحتها الصراعات الجيوبوليتيكية، مما سبق يمكن تحديد الاعتماد على المنهجين الوصفي والتحليلي لبيان المقاربات التي اعتمدتها السياسة الخارجية الروسية تجاه دول جنوب شرق آسيا. وتوصلت الدراسة الى أن ديناميكيات التغيرات الدولية وما لحق بها من تفاعلات معقدة أدت إلى الاهتمام بالنطاقات الجغرافية المهمة والتي تمثل قيمة استراتيجية؛ نظرا لأهميتها الجيواستراتيجية مما يجعلها مجالات جديدة للصراعات والتنافس ما بين القوى الدولية الكبرى والإقليمية الصاعدة.