Preferred Language
Articles
/
jcopolicy-804
المواطنة البيئية في المنظور الفكري الإسلامي
...Show More Authors

حظي مفهوم المواطنة البيئية باهتمام عالمي كبير في الآونة الأخيرة، نتيجةً للتغيرات البيئية الناجمة عن التقدم التكنولوجي والصناعي، والتي أثّرت سلبًا على كوكب الأرض.

تشير المواطنة البيئية إلى مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والأعراف والمبادئ والمواقف الإنسانية التي تهدف إلى تحسين الظروف البيئية للمجتمعات البشرية في جميع أنحاء العالم. وتسعى إلى رفع وعي المواطنين بالقضايا البيئية، وتحديد مسؤولياتهم تجاه محيطهم، لمواجهة التحديات التي تهدد العالم حاضراً ومستقبلاً.

قدّم المفكرون الإسلاميون تفسيرات واضحة لهذا المفهوم. إلا أن الإشكالية الأساسية تكمن في مدى قدرة الفكر الإسلامي على التعبير بفعالية عن المبادئ البيئية المضمنة في الشريعة الإسلامية، والتي تُؤكّد على أهمية البيئة، ومسؤولية الإنسان في الحفاظ عليها، وتوفير حلول ناجعة.

تعتمد هذه الدراسة منهجية تحليلية لربط المفاهيم الإسلامية، كما وردت في مصادرها الأصلية، بالمناهج والاهتمامات البيئية، إلى جانب المنهج المقارن.

يخلص البحث إلى أن الفكر الإسلامي ينظر إلى "المواطنة البيئية" كمفهوم فلسفي متجذر في الإسلام، الذي كان من أوائل من حدد العلاقة بين الإنسان والبيئة. ويضع الإسلام حماية البيئة هدفًا أساسيًا وجوهريًا للوجود الإنساني. ويتجلى ذلك في تعاليمه وأطره التشريعية التي تدعو إلى رعاية الأرض والطبيعة، انطلاقًا من مبدأ الاستخلاف، الذي يدعو إلى مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح.

علاوة على ذلك، يعزز الإسلام هذا الالتزام بتوفير ضمانات أخلاقية وقانونية للمجتمع تُسهم في الحفاظ على كل ما يحيط بالحياة البشرية، برًا وبحرًا، مع اتباع نهج تدريجي في معاقبة الأفعال التي قد تُخل بتوازن الكون الذي شرعه الله.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF