تتجادل فكرة البحث الرئيسة في ضرورة الانتقال بطروحات الفكر السياسي الإسلامي المعاصر من مقاربات النموذج الماضي وما يجب أن يكون، إلى التفكير بواقعية بالدولة والديمقراطية كمفهوم وممارسة أصبحت واقع تعيشه المجتمعات الإسلامية.
وتعد أطروحة ما بعد الإسلاموية التي طرحها باحثون ومختصون بالدراسات الإسلامية، انتقاله جديده لإعادة التفكير بطروحات الإسلام السياسي التقليدية، فهي تركز على مرحلة الانتقال من التفكير النظري بشأن قضايا الدولة والنظام الديمقراطي إلى مرحلة التعاطي المباشر مع السلطة بعد أن انتقلت الكثير من أحزاب الإسلام السياسي من المعارضة إلى ممارسة السلطة أو المشاركة فيها.
تسعى أطروحة ما بعد الإسلاموية إلى المشاركة في صوغ رؤية سياسية تؤطر التوجه الفكري لحركات الإسلام السياسي، وتؤسس إلى الانتقال من الخطاب الدعوي إلى المشاركة والتفاعل في الحياة السياسية، وتقديم رؤية واقعية للمشاركة في صنع القرار السياسي، بعيداً عن إشتغالات تيارات الإحيائية الإسلامية التي ركزت على أزمة الهوية.
وركزت أوراق البحث على مناقشة وتحليل ثلاث موضوعات رئيسة: أولها الأهتمام بالإطار النظري لماهية مابعد الإسلاموية، والثاني يبحث في الكيفية التي يمكن من خلالها مناقشة الأسس التي يتم من خلال التعاطي مع الديمقراطية، أما الثالث يبحث في العلاقة الدين والدولة من منظور يحاول تجاوز نموذج العلمانية المتطرفة.