لم تُعطَ قضية التدهور البيئي الاهتمام الكافي إلّا في الربع الأخير من القرن العشرين، إذ حصلت ظواهر سلبية مضرة بحياة الإنسان من فيضانات كافية وهزات أرضية وزلازل وثقوب في طبقة الأوزون التي تحمي الغلاف الجوي من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية.
إنّ استعمال الوقود الأحفوري (الفحم الحجري، والنفط، والغاز) لأغراض الصناعة وكوقود للمنازل والسيارات أدى إلى انبعاث غازات ملوثة وأبرزها غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى الجو الضار بالبيئة وبصحة الإنسان، مما سبب ارتفاعاً في درجات الحرارة وبنسبة غير مسبوقة، وأدى الى حدوث تغير في المناخ وفيضانات وأمطار غزيرة بشكل غير طبيعي في بعض دول العالم، في حين عانت مناطق أخرى من الجفاف والتصحر.
أصبحت قضية التدهور البيئي قضية عالمية؛ لأنّ آثارها تمتد على مجمل الكرة الأرضية. فاقتضى ذلك قيام تعاون دولي مشترك للنظر في كيفية معالجتها، والتخلص من آثارها، وتم عقد مؤتمرات دولية ودورية أصدرت الكثير من القرارات والاجراءات للتخفيف من آثارها، والسعي لمنع ارتفاع درجات الحرارة، والتوقف عن إزالة الغابات، والتخلي عن استعمال الوقود الأحفوري، والتوجه إلى استعمال الطاقة النظيفة.