أن جميع الأنظمة السياسية في دول العالم لا تعمل بشكل عشوائي، بل لابد أن يكون له إطار أيديولوجي واضح وصريحا من المعتقدات والتوجيهات السياسية التي تفصح عنها صراحة، أو تتركها ضمنياً يكشف عنها شكل الفعل الاجتماعي الذي يصدر من الدولة، وينسحب هذا القول إلى النظم السياسية كافة بصرف النظر عن بساطتها وتعقيدها. فلأيديولوجية لها دور مهم في حركة الأنظمة السياسية وفاعليتها وقدرتها التأثيرية،
وهكذا حرص المؤسسون للنظام السياسي في المملكة العربية السعودية ، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، على توظيف الأيديولوجية الدينية في الحياة السياسية من باب تقديس السلطة السياسية و اعطاء طابع الشرعية للسلطة السياسية، ليكون الدين محوري بالنسبة لمسألة الشرعية لأنه يوفر أساسا أخلاقيا وثقافيا من خلال استخدام لغة بسيطة ذات طابع ديني بهدف بناء الشرعية الأيديولوجية. غير ان هذا التوظيف في كلا النظامين يلتقي بنقاط معينه، ويتقاطع في أخرى، نظراَ لاختلاف المنطلق الأيديولوجي للنظامين الناتج عن الاختلاف المذهبي.