المستخلص
یُعدّ نهج البلاغة مرآة للثقافة العربية بالإضافة إلى كونه كتابًا دينيًا ذا مضامين إنسانية، حيث استعمل الإمام علي (ع) بعض العناصر الثقافية في ذلك الوقت، مثل الجمل وهالاته الدلالیة، للتعبير عن أفكاره ونقل تجاربه. إن ترجمة هذه العناصر، بسبب اشتمالها على مفاهيم وهالات دلالية تتعلق بالثقافة العربية، وعدم وجود معادل فارسي واضح لها وأهميتها في التعريف بالجو الثقافي الذي يحكم نهج البلاغة ، جعلت عمل الترجمة صعبا ويضاعف من ضرورة الاهتمام بالترجمة الدقيقة وانعكاسها الكامل في اللغة الهدف. يعد بيتر نيومارك (2011م) أحد المنظّرين الذين اهتمّوا بالعناصر الثقافية في الترجمة واقترحوا الحلول لنقلها.
نحاول في هذا المقال تحليل طريقة ترجمة دشتي، شهيدي وفولادوند لهذه العناصر من خلال تطبيق نموذج نيومارك، مع المنهج الوصفي التحليلي، وتعد أهمية الجمل وهالاته الدلالية أحد أكثر العناصر الثقافية المستعملة في نهجالبلاغة لنضعها في بوتقة النقد. وتشير نتائج البحث إلى أن المترجمين استعملوا العديد من الأساليب، وكانت الترجمة الحرفية والمعادل الثقافي وتحليل المحتوى هي الأكثر استعمالا، وكان من الأفضل أن يستعملوا الأسلوب التفسيري المدمج والمضاف في بعض الأحيان لتکون الترجمة أكثر دقّة.