يعد نهج البلاغة من النصوص الدينية القيمة، والتي كانت دائما محط اهتمام المترجمين الإيرانيين لعمق مفاهيمها، وبسبب مستواها الأدبي العالي، واجهت المترجمين تحديات. ومن الواضح أنه في عملية الترجمة، بالإضافة إلى العوامل اللغوية للنص، تلعب عناصر النص الوصفي الموجهة نحو السياق دورًا مهمًا. ومن بين العناصر ما وراء النص التي تم بحثها في مجال دراسات الترجمة، العناصر الثقافية والأيديولوجية التي يتضمنها نص نهج البلاغة. وبما أن نموذج كارمن غارسيس يعتبر من أهم النماذج في تقييم جودة الترجمة، فإن البحث الحالي يهدف أولاً إلى التعريف بمبادئ وأسس هذا النموذج باستخدام المنهج الوصفي التحليلي وباستخدام النموذج المقترح في نظرية غارسيس ثم تحليل وتقييم ترجمة دشتي لخطبة المتقين من نهج البلاغة باستخدام هذا المنهج وتحليل نوعية وطريقة نقل العناصر ما وراء النص مثل الثقافة والأيديولوجية من اللغة المصدر وتمثيلها في اللغة الهدف من قبل المترجم في هذه الخطبة. تظهر نتائج هذا البحث أن المترجم أخذ في الاعتبار اللغة الهدف في الترجمة وحاول جعل النص المصدر سلسًا والعناصر الثقافية والأيديولوجية مفهومة للجمهور الإيراني من خلال استراتيجيات فعالة مثل التغيير النحوي والتوسع الدلالي وتغيير المنظور يعطي ومن ناحية أخرى، تجنب العوامل التي لها تأثير سلبي على الترجمة، مثل التعبير غير المناسب في النص الهدف، والحفاظ على البنية المحددة للنص المصدر، وتغيير اللهجة، وإزالة معنى النص الأصلي. ولذلك يمكن القول أن ترجمة دشتي لخطبة متقي هي ترجمة موجهة نحو الوجهة وذات نوعية جيدة نسبيا.