تستعرض هذه الدراسة التحولات التي طرأت على الشعارات السياسية، والعبارات الرائجة، والقوالب النمطية في روسيا والعراق خلال فترات تغيير الأنظمة السياسية في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. الهدف الرئيسي من العمل هو التحديد والتحليل المقارن للتغيرات اللغوية والثقافية التي رافقت التحولات السياسية في كلا البلدين.
تشمل منهجية البحث تحليل محتوى النصوص السياسية، والتحليل المقارن للتحولات اللغوية، وتحليل البيانات الإحصائية. الفرضية الرئيسية هي أنه على الرغم من وجود اتجاهات شائعة في التغيرات اللغوية والثقافية بسبب العمليات العالمية للديمقراطية والعولمة، إلا أن الأشكال والديناميكيات المحددة لهذه التغيرات تختلف بشكل ملحوظ تبعًا للسياق الوطني.
تظهر نتائج الدراسة أن كلا البلدين شهدا عمليات إزالة الأيديولوجية من المفردات الاجتماعية والسياسية، وتحرير الخطاب العام، وتعدد وجهات النظر. ومع ذلك، تم الكشف عن اختلافات كبيرة، لا سيما في طبيعة سياسة اللغة ودور الدين في الخطاب العام. وتسهم الدراسة في فهم آليات التفاعل بين اللغة والثقافة والسياسة في ظل التحولات الاجتماعية الجذرية، ويمكن استخدامها للتنبؤ بالعواقب الاجتماعية والثقافية للتغيرات السياسية.