فالتأثير على الآخرين والإقناع في الحوارات الإنسانية عنصر فاعل وبارز. وبالتالي فإن الجدال هو أحد الجوانب المميزة لهذه الحوارات. بمعنى آخر، الجدال هو أحد استخدامات اللغة لإقناع الجمهور. وفي هذا السياق تلعب البلاغة دورا حاسما في بنية الخطابات لارتباطها باستخدام اللغة والأساليب المرتبطة بحالة وشروط تكوين الجملة. ومن هذا المنطلق، فإن البلاغة ليست مجرد أداة لإنتاج النصوص، بل هي إحدى الأدوات المهمة لخلق أفق رؤية للغة وقضايا الخطاب المختلفة. ومن خلال دراسة الظواهر الأسلوبية ودراسة علاقتها بمستويات الإدراك المختلفة، يكتشف الباحث في مجال البلاغة الطبقات النفسية والثقافية والاجتماعية الخفية للنص. ومن مناهج تحليل الجدال هو منهج الجدال البلاغي لأوليفييه ريبول، الذي يعتبر الجانب البلاغي في أي خطاب هو الشيء الذي يجعل ذلك الخطاب مقنعا، ويحدث ذلك من خلال وحدة الشكل والمضمون. ونهدف في هذا المقال إلى تحليل المستويات المختلفة لسورة الضحى وفق أنموذج ربول. وتشير نتائج البحث إلى أنه في سورة الضحى، تم توظيف الأقسام التصويرية الثلاثة لنموذج ربول بما يتماشى مع الهدف الجدلي للسورة. وعلى المستوى الصوتي هناك علاقة وثيقة بين الأصوات والدلالات، وهو ما يمكن ملاحظته في النهايات المقافية للسورة. وفي قسم الصور البنيوية، فإن استخدام عناصر مثل القطع والقسم والتوكيد والتقديم والتأجيل قد ساهم بنجاح في تحقيق الهدف الجدلي للسورة.