يتناول البحث أشكال المقاومة المختلفة المستنبطة من شعر دنيا ميخائيل من منظور نسوي مع التركيز على كيفية التعبير عن معاناة النساء في مواجهة الظلم الاجتماعي والسياسي، ومن خلال تحليل شعر ميخائيل بالتوازي مع النظرية النسوية النقدية يُظهرالبحث أن أعمالها تستعمل صورًا دقيقة ولغة متمردة لتحدي البنى القمعية، مع التأكيد على التمكين الذاتي والهوية والصمود لدى النساء، وتشير نتائج البحث إلى أن شعر ميخائيل لاينتقد المشهد الاجتماعي، والسياسي فحسب بل يدعو إلى التمكين والتغيير الاجتماعي أيضا مما يربط بشكل جوهري بين سرد الشخصيات، والحركات النسوية على نطاق أوسع.
أن أهمية هذه الرؤى تتجاوز التحليل الأدبي؛ لتسلّط الضوء على أهمية التعبير الإبداعي في معالجة قضايا الصحة النفسية والجسدية، لاسيما فيما يتعلق بالأصوات المهمشة المتأثرة بالقمع المنهجي.
وعليه تقدّم هذه الورقة البحثية قراءة جديدة لشعر دنيا ميخائيل في ضوء نظرية (أداء النوع الاجتماعي) لجوديث بتلر ، مما يشير إلى أن الشخصيات النسائية في الشعر تتحدى القيود المجتمعية، والثقافية لتتبنى هوية نوعية مرنة، وأدائية تعيد تعريف معايير التمثيلات النسوية، ومن خلال إعادة بناء الإحساس بالذات تصبح عيوب هذه الشخصيات محفزًا لإعادة تعريف الهوية النوعية، ليس بعدها خللاً ثابتًا أو مصدرًا لليأس، بل بوصفها مساحة استكشافية يمكن أن تنبثق منها تعبيرات جديدة عن الذات أو الهوية،و تتحرى هذه الورقة البحثية كيفية تجسيد شعر ميخائيل للمقاومة النسوية من خلال التحدي الرمزي، والانسيابية، وعدم المطابقة، ومن خلال وضع أعمال ميخائيل في سياق النظرية النسوية وديناميكية الحياة الاجتماعية والسياسية للعراق بعد الحرب، و يكشف البحث كيف أن الهوية النوعية مصدرا للمقاومة، وكيف تُستعمل اللغة الشعرية بوصفها وسيلة للتعبير عن المشاعر الذاتية.