يتناول البحث صورة المرأة بين عصرين مختلفين من خلال مقارنة شخصية أوجيني في رواية أوجيني غراندي لأونوري دو بلزاك، وشخصية لورا في رواية فتاة تحت الطلب لتانغي فييل، ويسلط الضوء على التغيرات التي طرأت على واقع المرأة منذ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا، حيث تعكس أوجيني الخضوع للأعراف الاجتماعية في عصرها، بينما تجسد لورا نموذجًا للمرأة العصرية المستقلة التي تعاني من الخضوع للسلطة السياسية الذكورية، ويناقش البحث الاختلافات والتشابهات بين الشخصيتين من حيث التطورالشخصي والصراعات الاجتماعية، ويخلص إلى أن الرواية الفرنسية على الرغم من تطورها ماتزال تعكس التحديات المستمرة التي تواجه المرأة في سعيها إلى الاستقلال والحرية، كما يسلط التحليل الضوء على أوجه تشابه كبيرة، فعلى الرغم من وجود قرنين بينهما، تعاني الشخصيتان الرئيسيتان من مظاهر مختلفة للقمع الذكوري، وهذه الاختلافات في أشكال المقاومة تعكس عمق التحولات الاجتماعية بين العصرين، فبينما كانت معركة أوجيني تدور في نطاق الأسرة والمحيط المحدود، تتسع رقعة صراع لورا لتمتد إلى الفضاء العام ومؤسسات السلطة، مما يكشف عن تعقيدات جديدة في أشكال الهيمنة الذكورية في العصر الحديث.

وفي الختام تثبت المقالة إن الروايات الفرنسية رغم أنها تعكس  تطور الأعراف الاجتماعية، إلا  أنها ما تزال تكشف عن العقبات المستمرة أمام تحرر المرأة، وقد أصبحت آليات الهيمنة أكثر تطوراً، لكن السعي نحو الاستقلال الكامل يبقى نضالاً غير مكتمل.