لفظ البحر من الألفاظ التي ذُكرت في مواضع متعددة في القرآن الكريم مفردًا ومثنى ومجموعًا، وقد ورد بصيغة التثنية ﴿الْبَحْرَيْنِ﴾، في أربعة مواضع غير الموضع المذكور في سورة الكهف في قصة موسى -عليه السلام) مع الخضر، وقد ذكر بعض المفسرين عند تفسيرهم لهذه الكلمة في مواضعها من الآيات التي وردت فيها، أن المراد بها بحر السماء وبحر الأرض، ويهدف هذا البحث إلى الكشف عن أقوال المفسرين في المراد بكلمة البحرين في المواضع المذكورة، وبيان الراجح منها، كما أنها تهدف إلى الجواب عن هذا السؤال؛ هل بحر السماء له وجود أم لا؟ وقد اعتمد الباحث في هذا البحث على نوعين من المناهج؛ المنهج الاستقرائي التتبعي، والمنهج التحليلي، وكان أبرز النتائج التي توصل إليها الباحث: أن البحار من الآيات الكونية، التي تظهر فيها الدقة، والإبداع، والتنسيق العجيب، التي تدلل على وجود الإله الخالق المدبّر، كما تدلل على قدرته الهائلة وعظمته الباهرة، وأن من مظاهر هذه القدرة في خلق البحار والأنهار؛ الحواجز غير المرئية التي تفصل بين البحرين المالحين أو بين المالح والعذب حتى لا يطغى أحدهما على الآخر، وأن مسألة وجود بحر السماء أو عدمه، من المسائل الخلافية بين المفسرين، فبعضهم أثبته ورجّح وجوده، وبعضهم الآخر نفاه، ولا يمكن الوقوف في هذه المسألة لعدم ورود نص صريح فيها في القرآن أو صحيح السّنة.