ملخّص البحث
لقد شرع الله تعالى لعباده من الأحكام ما تصلُح به حالهم، وتطمئن به قلوبهم، وتقر به أعينهم، وتحقيق السعادة لهم في الحال والمآل ،إن هم التزموا هذه الأحكام، وسلكوا طريق الحق، واتبعوا منهج الله تعالى، وإن مما شرعه الله تعالى من الأحكام لإسعاد العباد هو الزواج تلبية لحاجاتهم الإنسانية واستمرارا للبشرية، وقد جعله الله تعالى من آياته الدالة على قدرته، ورحمته، وحكمته، فقال تعالى: )ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( سورة الروم الآية: 21.،وقد سماه الله تعالى ميثاقا غليظا تنبيها لمكانته وأهميته، فقال تعالى: ) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا( سورة النساء الآية:21.
ولقد حمى الله تعالى الرابطة الزوجية بسياج من الأحكام والأوامر والتوجيهات، وأضفى عليها طابع القدسية، ولكن وللأسف قد استهان المسلمون في هذا الزمان بهذه الأحكام والتوجيهات لقلة الوازع الديني وانتشار الجهل في المجتمع، فزادت المشكلات وتعقدت الخلافات فصرنا نسمع ألفاظا غريبة، لم تكن شائعة عند السلف الصالح، ومن هذه الألفاظ التي استهان بها الناس هي: إطلاق لفظ التحريم في غير موضعه، كقول الرجل لزوجته : أنتِ عليّ حرام.
ولأهمية هذا الموضوع الذي يهدد الحياة الزوجية ويعرض قائله للإثم، دعوت الله تعالى أن يوفقني في إعداد بحث أبين فيه حكم إطلاق هذا اللفظ من الرجل لزوجته، وأقوال العلماء في توجيه هذا اللفظ.