يسعى هذا البحث إلى استكشاف مدى إمكانية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في خدمة المقاصد الشرعية، خاصة في التعامل مع القضايا المعاصرة التي تتطلب اجتهادًا مستمرًا واستحضارًا دقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية. يتناول البحث العلاقة التكاملية بين أدوات الذكاء الاصطناعي وإعمال العقل الفقهي، من خلال تحليل كيفية استخدام الخوارزميات، ونماذج التعلم الآلي، وقواعد البيانات الضخمة، في دعم اتخاذ القرار الشرعي بما يحقق مقاصد الشريعة الخمسة: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وقد اعتمدت في البحث على المنهج التحليلي المقارن، من خلال عرض نماذج تطبيقية معاصرة، مثل أنظمة الإفتاء الذكية، ومحركات البحث الفقهي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع تحليل مدى توافقها مع أصول المقاصد الشرعية. توصل البحث إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة واعدة يمكن أن ترفد العملية الاجتهادية وتدعم التفاعل مع القضايا المستجدة، شرط أن يتم ضبطها بالضوابط الأصولية والفقهية، وأن تكون بإشراف العلماء المختصين. ويخلص البحث إلى جملة من التوصيات، من أبرزها: ضرورة تطوير منصات شرعية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بمشاركة علماء الشريعة، وإنشاء لجان فقهية تقنية مشتركة، ووضع أطر معيارية تضمن توجيه الذكاء الاصطناعي بما يخدم المقاصد الشرعية ويحقق المصلحة العامة.