Preferred Language
Articles
/
jcois-2578
العِشقُ الإلهيُّ عندَ رابعةَ العدويةِ والحلّاجِ (دراسةٌ مقارنةٌ)
...Show More Authors

شهد التصوف الاسلامي ظهور نظريات الحبّ الالهي، وكان أولها في مدينة البصرة، عند جماعة من الزهاد يمثلون مرحلة انتقالية من الزهد إلى التصوف منهم رياح بن عمرو القيسي، وكليب وعبدك الصوفي الشيعي ورابعة العدوية التي كانت رائدة في هذا المجال. ذلك ان التصوف منذ رابعة قد قام على اساس منهج استبطان كامل للنفس في علاقتها بالله وعلى اساس محاولة الاتحاد بالمطلق، أو في الاقل ايجاد صلة خلّة به وعشق له، يمكن الوصــــــول من خلالها الى الاتحاد مع الذات، والتطور في هذا السبيل واضح مستقيم صعداً من فكرة العشق الالهي عند رابعة العدوية في النصف الثاني من القرن الثاني، حتى مقولة الحلاج المشهورة "أنا من أهوى" في نهاية القرن الثالث". ومما لا شك فيه أن مسألة الحب الالهي قد أثارت بعض المشكلات بين الفقهاء والصوفية، فالفقهاء يرون ان الله لا يُحِب ولا يُحَب. واذا وردت آيات في القرآن الكريم تشير الى الحب فهي تعني ان الله هو رحيم بالعباد ورؤوف بهم. أما من جهة حب العبد للرب فهي إطاعة اوامر الله سبحانه وتعالى والقيام بالشعائر الدينية التي أمر بها. أما الصوفية فهم يرون أن الله يُحِبُّ ويُحب على الحقيقة، ونقطة الخلاف بينهم هو أن الفقهاء يعتقدون أن من لوازم الحب مجموعة من القضايا الحسية التي لا تليق بالجانب الالهي، كالشوق والأنس والمناجاة والهيام والوله. أي الصوفية، فقد اجازوا مثل هذه الامور، ومن هنا بدأت العداوة بينهم". ومع هذا الاختلاف بين رأي كل من الطرفين فإن كلمة الحب تتردد في مواضع كثيرة من القرآن لتدل على اتجاهات ثلاثة: عاطفة حانية من الله نحو العبد، وعاطفة صاعدة من العبد نحـــــــو الله وعاطفة متبادلة بين الله والعبد.

View Publication Preview PDF
Quick Preview PDF