فكرة البحث تتلخص في بيان برامج الذكاء الاصطناعي التي تخدم تخريج الحديث والحكم عليه وتقييمها، وطرق الاستفادة منها، وتكمن أهمية البحث في تناوله للذكاء الاصطناعي بالتعرف على كيفية توظيفه في مجال تخريج الأحاديث والحكم عليها وتتمثل إشكاليته في معرفة قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة المحدث في تخريج الحديث والحكم عليه، ومدى الاستفادة منه في ذلك، ويهدف البحث إلى محاولة الوقوف على برامج الذكاء الاصطناعي التي تناسب تخريج الحديث والحكم عليه، والوقوف على إشكاليات وقصور تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيه ، ووضع الضوابط والحلول لها، وأما المنهج المستخدم في البحث فهو المنهج الاستقرائي والتطبيقي، ومن أبرز النتائج في البحث أن تطبيق وسائل الذكاء الاصطناعي في تخريج الحديث النبوي والحكم عليه إنما يكون بحكمة واحترافية، وأنَّ أفضل برامج الذكاء الاصطناعي هو برنامج (claude) وبرنامج (ChatGPT)، كما أنه لا يوجد إلى الآن برنامج للذكاء الاصطناعي مختص بكل ما يتعلق بالسنة النبوية، حيث مازال لم يحاك الذكاء البشري في تخريج الحديث والحكم عليه، وضرورة العناية بهندسة الأوامر في الذكاء الاصطناعي عند تخريج الحديث والحكم عليه، لذا من الاستنتاجات التي تم استخلاصها من النتائج أنَّ الذكاء الاصطناعي لم يحاك إلى الآن الذكاء البشري في تخريج الحديث والحكم عليه، كما أنه ينبغي العناية بالتنبيهات في استعمال برامجه. الكلمات الافتتاحية: الذكاء - الاصطناعي – تقييم – تخريج الحديث – استفادة مقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن التطور السريع الذي يغزو حياة الناس يوما بعد يوم، ما هو إلا نتاج لتطور الفكر البشري الذي يسعى بكل الوسائل إلى محاولة الاسهام في تيسير حياة الإنسان وذلك بإيجاد بدائل تغنيه عن كل ما يكون سببا في إلحاق المشقة به أو بعث الملل فيه، ومن جهة أخرى اكتشاف أسرار الله في كونه باستخراج أقصى ما يمكن استخراجه مما سخره الله للإنسان في هذا الكون... وإن من أعظم آيات الله في خلقه هو خلق الإنسان وما أودعه الله فيه من العجائب والأسرار، وإن من أبرز ما توصل إليه العقل البشري من التكنولوجيات "تقنية الذكاء الاصطناعي" وهو: قدرة الحواسيب الرقمية على محاكاة الذكاء البشري في القيام بمهام معقدة على النحو الذي يتصرف به البشر، من حيث التعلم والفهم وغيرها من العمليات العقلية المعقدة ( ) والتي يسعى من خلالها إلى جعل الآلة قادرة على محاكاة السلوك الإنساني وتمتلك قدرة فائقة في حل المشكلات المختلفة بطرق سليمة وسريعة. ولما للذكاء الاصطناعي من أهمية بالغة في حياة المسلم، وخاصة بعد دخوله في كثير مجالات الحياة، ومع الإعلان عن هذا الاستكتاب في مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت الذي بعنوان: "الذكاء الاصطناعي: ضوابطه وأحكامه، وأهم الاستشكالات والمسؤوليات الشرعية" رأيت أن أشارك فيه من جهة بيان الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الإسلامية عامة وخدمة الحديث النبوي خاصة، للوقوف على أهمّ الوسائل والتطبيقات التي في هذا المجال، ومدى التحديات فيه، وقد جاء هذا الإسهام بعنوان "الذكاء الاصطناعي في خدمة تخريج الحديث والحكم عليه".