يعد التوثيق من الأمور بالغة الأهمية في حياة الناس؛ لأنَّ الإنسان بطبعه وفطرته مجبول على حب التملك وجمع المال، وهذا الحرص قد يدخله في نزاع دائم مع غرائز الآخرين، ممَّا يثير النزاعات والخلافات التي تنتهي في كثير من الأحيان بارتكاب ما هو محظور شرعًا، وقد حرصت الشريعة الإسلامية على إيجاد الوسائل المشروعة لإثبات وحماية الحقوق ومن أهمها وأبلغها التوثيق. لذلك ارتأيت أن أتناول في بحثي هذا دراسة الوسائل المعاصرة لتوثيق وترسيخ وتقوية العقود، سواء كانت وسائل استيفاء أم وسائل إثبات، مبينًا مفهوم كلّ منها مع ما يتعلق به من تفصيلات، وهذا كلّه بعد بيان مفهوم التوثيق والعقد وما المقصود بهما في اللغة الاصطلاح، وتطرقت في آخر هذا البحث إلى صور التوثيق المعاصرة في ظل المستجدات الراهنة، كالرهن العائم، وخطاب الضمان، وما يتعلق بهما من أحكام فقهية، راجيًا من المولى سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم إنّه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير.