في موضوع قيادة الحياة الإنسانية في ضوء التعاليم القرآنية الشريفة يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: هل قدّم القرآن دساتير وأنظمة ملائمة وكافية لقيادة حياة البشر عبر آياته المباركة ليُعالج شؤون هذه الحياة في ظل برامج قرآنية محددة؟ في حال الإجابة بـ"نعم"، يمكن للبحث الذي نحن بصدده أن يتناول مجموعة من المحاور الرئيسة حول هذا الموضوع، من أهمها: ما يُقدمه الإسلام كحزمة متكاملة من القوانين والبرامج تُنظم حياة الإنسان في جميع جوانبها، من العبادات والمعاملات إلى الأخلاق والسياسة. ويُؤسس لنموذج إنساني فريد ويُحقق السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة. ويُؤكد أهمية القيم الإنسانية النبيلة، مثل الصدق والعدل والرحمة والتسامح، ويُحارب الظلم والفساد، ويُعزز المساواة بين الناس، ويُقدم حلولًا فعّالة للمشكلات التي تواجه المجتمعات المعاصرة، مثل الفقر والبطالة والعنف، ويُسهم في تحقيق السلام والاستقرار في العالم. كما يَحُثّ على طلب العلم والمعرفة، ويُقدّر العلماء والمفكرين، ويُؤكد أهمية العمل والإنتاج، ويُحارب الكسل، ويُساعد بالحفاظ على الهوية الإسلامية في ظلّ التحديات الثقافية المعاصرة. ومن أهمّ الأدلة على قدرة الإسلام على قيادة الحياة، ما زخرت به الآيات القرآنية من الحث على الاستقامة والسلوك السوي في الأمور الحياتية كافة، وذلك بفضل تطبيق جانب من محاور تعاليم الدين الحنيف في بعض الدول الإسلامية، فهي بذلك لا تُعاني من المشاكل بعكس الدول التي لا تُطبّق هذه التعاليم. اقتبست المقالة عنوانها، واستوحت الفكرة من كتابين للشهيد محمد باقر الصدر: "الإسلام يقود الحياة" و"المدرسة القرآنية"، مع تقدیم موضوعات جديدة عليها. استخدمت المقالة المنهج التحليلي– الوصفي باستقراء بعض الآيات القرآنية الشريفة، وخلصت بالنتيجة إلى ان الإسلام يقود جميع جوانب الحياة السليمة.