تعد النمذجة بالمعادلات البنائية باستخدام خوارزمية المربعات الجزئية الصغرى Partial Least Square-Structural Equation Modelling والمعروفة اختصارًا ((PLS-SEM تقنية إحصائية حظيت في السنوات الأخيرة بالاهتمام بفضل مرونتها وقوتها التنبؤية. ومع ذلك، هناك ندرة في الإرشادات حول تطبيق هذه التقنية في مجال العلوم الاجتماعية، وبخاصة بحوث التربية وعلم النفس. ولذلك هدف هذا البحث إلى تقديم النمذجة بالمعادلات البنائية باستخدام خوارزمية المربعات الجزئية الصغرى (PLS) كنهج متطور لنمذجة المعادلات البنائية، وتسليط الضوء على مبررات استخدامها، ومقاربة بينها وبين النمذجة بالمعادلات البنائية بطريقة التباين. وقد تم تطبيق النمذجة بالمعادلات البنائية بطريقة المربعات الجزئية الصغرى باستخدام برنامج SmartPLS على نموذج بنائي مقترح للعلاقات السببية بين استخدام الذكاء الاصطناعي، والتحالف العلاجي، والاندماج الوظيفي. كما هدف البحث إلى تحديد مستوى استخدام الذكاء الاصطناعي، والتحالف العلاجي، والاندماج الوظيفي لدى عينة البحث. وطُبق المنهج الوصفي لمناسبته لأهداف البحث. تكونت عينة البحث من (127) من مقدمي خدمات الصحة النفسية في المملكة العربية السعودية، منهم 58 ذكور و69 إناث، تراوحت أعمارهم الزمنية بين 25- 50 عام (36.32±6.43)، طُبق عليهم مقياس استخدام الذكاء الاصطناعي، ومقياس التحالف العلاجي، ومقياس الاندماج الوظيفي (جميعها من إعداد الباحثة). وقد أظهرت النتائج وجود مستوى متوسط من استخدام الذكاء الاصطناعي، والتحالف العلاجي، والاندماج الوظيفي لدى عينة البحث، كما أسفرت النتائج عن القدرة التنبؤية للنموذج البنائي المقترح لمتغيرات استخدام الذكاء الاصطناعي والتحالف العلاجي في التنبؤ بالاندماج الوظيفي لعينة البحث وتفسير العلاقات السببية المتبادلة بينها، مقارنة بنموذج المؤشرات والنموذج الخطي. كما كشفت النتائج عن وجود تأثير كلي موجب قوي دالة إحصائيًا عند مستوى (0.05) لمتغير استخدام الذكاء الاصطناعي في التحالف العلاجي (0.941) والاندماج الوظيفي (0.930)، وتأثير كلي موجب متوسط دال إحصائيًا عند مستوى (0.05) للتحالف العلاجي في الاندماج الوظيفي (0.694). وتشير هذه النتائج لأهمية دمج تدريب مقدمي خدمات الصحة النفسية على مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الممارسة المهنية لتنمية قدرتهم على بناء تحالف علاجي مع المستفيدين، وتعزيز شعورهم بأهمية المهنة ورفاهيتهم فيها.