أن استقلال الأخلاق ليس بالضرورة استقلالاً عن جوهر الدين وإنما عن التجسُّد التاريخي للدين، وذلك باعتبار أن الدين هو شيء أكثر من التصورات والتعاليم التي تحملها النصوص الدينية، فضلاً عن شروح وتفاسير تلك النصوص، كونه أي الدين، هو التجربة التي أنتجت كل ذلك في تجربة الإنسان في سعيه نحو الحقيقة. وفي بحثنا هذا اردنا تسليط الضوء على المراحل التاريخية التي مرت بها الاخلاق المسيحية التي وردت في الانجيل وهو ابتعاد المجتمع المسيحي عن المفاهيم الاخلاقية من خلال الوقائع التاريخية التي مر المجتمع المسيحي وذلك بسبب ان الاغلبية من هذا المجتمع لم يعتقد بأن هذه النصوص الاخلاقية التي جاء بها السيد المسيح والتي وردت في الاناجيل هي من وحي نبوي بل يعتقدون ان هذه النصوص هي كلام بشر وان البشر يصيب ويخطأ، اضافة لذلك هناك دور غير مقبول مارسته الكنيسة التي ارادت اشباع رغباتها من المجتمع الذي كان يثق بها، اذ جعلته يمارس طقوس دينية ابتدعها الكهنة والقساوسة والباوبات التي مروا من خلال السنين والعصور التي كانت سلطة الكنيسة لها تأثير في الحياة الاجتماعية المسيحية التي توافقت مع السلطة المادية والقوانين الوضعية مما ادى الى ذلك ظهور الفلاسفة والفلسفات التي مرت في تاريخ المجتمع المسيحي، مما ادى الى الغوص بعيدًا عن ما جاء به