بما أن الصوت يمثل ظاهرة طبيعية تنشأ عن اهتزاز الأجسام، وندركه عن طريق حاسة السمع، وهذا الاهتزاز يشكل أمواجًا متتابعة تترجم في المخ إلى أصوات ونغمات اصطلح عليه المحدثون بـ"الفونيم" الذي يعد أصغر وحدة صوتية يمكن عن طريقها التمييز بين المعاني، فاللغة نظام مركب من الأصوات التي تتآلف لتكون كلمات يتواضع أهلها على أبنيتها ودلالاتها، وينشئون لها أنساقاً وظيفية في تراكيب، وهذا يعني أن الثنائية الكمية تظهر في مكوّنين أساسيين من مكونات اللغة، أمّا المكوّن الأول، فهو النطق الذي هو مصدر المادة الصوتية، وهذه المادة هي التي تتكون منها الكلمات، فالصوت -في العربية- يتكون من ثلاثة أقسام رئيسة تعتمد عليها الطبيعة الإنتاجية. وهذه الأقسام هي: الصوامت، والصوائت، وانصاف الصوائت، وقوام دراسة البحث على الصوائت والتفاوت بينها من حيث الكمية وأثرها في اختلاف القراءات؛ لذا سيكون قوام البحث في مطلبين: أولهما: الكمية الزمنية للصوائت عند القدماء والمحدثين. ثانيهما: دراسة تطبيقية للكمية الزمنية للصوائت في القراءات القرآنية.