تهتم المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية في إدارتها للسيولة النقدية بمجالين رئيسين: أولهما بكيفية جذب الأموال وتعبئتها، وثانيهما بكيفية إدارة استخدام الأموال وتوظيفها، ويحتاج كلا المجالين الى أسواق ثانوية تتداول فيها الأوراق المالية، فلا معنى لإدارة السيولة النقدية من دون وجود سوق قادرة على استثمار الفائض من النقود بشراء أوراق مالية فيها، أو الى تسييل وبيع الأوراق المالية للحصول على السيولة النقدية عند الحاجة الى ذلك خاصة في حالات العجز النقدي. من هنا تأتي أهمية الأسواق المالية الإسلامية في إدارة السيولة النقدية، فضلاً عن أهمية استخدام الصكوك الإسلامية كآلية فعالة في إدارة السيولة النقدية بالمصارف الإسلامية، وكل ذلك ضمن ضوابط شرعية ثابتة ورؤية مقاصدية تضمن تفعيل النشاط المصرفي برمته، كون البعد المقاصدي الشرعي يتفاعل مع المستجدات والتطبيقات المصرفية المعاصرة بمرونة لا تخل بالثوابت الشرعية، وتحقق في الوقت نفسه الكفاءة الاقتصادية في الأداء.