إنَّ الصَّلاة ركن الإسلام الثاني، ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم عاصمة للدم والمال، ولأهميتها فإنها أول ما يحاسب عليه العبد من الأعمال يوم القيامة، والمحافظة عليها وإتمامها سبب للفوز والنجاة، وإضاعتها والتساهل فيها سبب للخسار يوم القيامة، وتمد الْمُؤمن بِقُوَّة روحية تعينه على مُوَاجهَة المشقات والمكاره، وهي غذَاء روحي لِلْمُؤمنِ يُعينهُ على مقاومة الْجزع والهلع عِنْد مَسّه الضّر، وَالْمَنْع عِنْد الْخَيْر، والتغلب على جَوَانِب الضعْف الإنساني وهي سَبَب لمحو الْخَطَايَا وغفران الذُّنُوب، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وتعد النوافل من الصلاة سبباً للحب؛ لأن العبد يفعلها حباً فيما عند الله عزَّ وجل، وكلَّما أكثرَ من النَّوافل كان أقرب إلى الله تعالى، وأحب إلى الله عزَّ وجل، فإذا رأيته حريصاً على النوافل فمعنى ذلك أنه من أقرب الأقربين إلى الله تبارك وتعالى، وأنه من المحبين لله تبارك وتعالى، ومن تلك النوافل والسنن صلاة الإشراق.
والمتتبع من الروايات تبيِّن في مجموعها فضل من يصلي صلاة الصبح جماعة ثمَّ يجلس بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس ويشتغل بذكر الله تعالى، ويختم مجلسه بصلاة، وهي ما يسمى بصلاة الإشراق، وأقل ما يتمثل فضل هذه الصلاة هو نيل المصلي مثل أجر الحج والعمرة، إلاَّ أنه لا يغنى عن الحج والعمرة. وَإِنَّمَا رَغَّبَ الشَّارِعُ فِي إحيَاءِ هذا الوقتِ وَكَثَّرَ الثَّوَابَ فِي إحيَائِهِ؛ لأَنَّهُ زَمَنُ خُلُوِّ قَلْبِ الإِنسَانِ وَتَفرُّغِهِ مِن شَوَاغلِ الدُّنيَا.