ملخـــص البحــــث
هذا البحث يعنى بأهم قضية في حياة الانسان وهي الدليل على اثبات الخالق والنبوة واليوم الاخر وهو ما نسميه الدين. وهذه المسألة ليست الأهم فقط بل الأعظم والأخطر في حياة البشر لما لها من اثار فعلية شديدة الاتصال بما يعود على الإنسانية والمدنية. وتكمن خطورتها في الاثار التي تترتب في حياة الناس من تحقق وقوع الحياة الثانية أو عدم تحقق وقوعها، فالتجريبيون يدعون ان هذه المسألة ليس محسوسة ولا مجربة بمعنى لم يثبتها العلم عن طريق التجربة والتحليل، فكل ما أثبته العلم من هاته الطريق يلتزم به، وما لم يثبت من هذه الطريق لا يحق لأحد أن يتكلم به، وليس في نظرهم غير هذا الطريق في إثبات المعرفة والحقائق شيء. فيؤول البحث إلى النظر في أصل المعرفة هل يمكن أن يثبت بغير التجربة شيء أو لا؟ وتحرير المسألة هو هل للدين أساس من الصحة أم لا؟ وهل يهم الإنسان معرفة ذلك أو لا؟
ويخلص البحث الى تحرير المسألة وبيان مفهوم العلم الشامل للتصور والتصديق النظري والتجريبي وبيان الفروق الأساسية بين كل، ويبين تمايز العلوم وحدود كل علم وعدم حصر العلم بما يثبت عن طريق التجريب والحس فقط، وبيان معنى الحس والإدراك والقطع بشي والحكم عليه وبيان أدلة مؤيدي اثبات المبدأ للكون النظرية العقلية، وانها قطعية المعرفة وان عاند في ذلك التجريبيون، فمن يثبت أن الدين حق لا ينقصه الدليل العقلي، ولذا ترى العلماء الإلهيين من المسلمين وغيرهم يستندون في مسألة إثبات الواجب على البراهين العقلية، ومعارضوهم لما علموا ذلك أغفلوا العقل وتشبثوا بأذيال العلم الحديث المبني على التجربة الحسية.