اصبح العالم اليوم يتسم بالتفجر المعرفي ، حيث يشهد ثورة معرفة ، معلوماتية وتكنولوجية شملت جميع جوانب حياة الإنسان، فلم يعد التركيز على كم المعلومات المكتسبة ، بقدر الاهتمام بكيفية اكتسابها وتوظيفها توظيفاً سليماً ، حتى يتسنى للفرد استيعاب هذه المتغيرات العلمية والمنجزات الكبيرة في شتى المجالات ، وقد جعلت هذه الثورة النظام التربوي والقائمين عليه امام تحديات صعبة منها اعداد افراد المجتمع لاستيعاب التطور العلمي المتسارع من خلال تنمية قدراتهم على البحث والتحليل وطرح الاسئلة وتقييم المعلومات واستثمار عقولهم بما يحقق اقصى فائدة من اجل بناء المجتمع وتطويره .
وتأسيساً على ذلك برزت الأهمية لظهور طرائق تدريس حديثة تتناسب مع الانفجار المعرفي والتقدم التكنلوجي الموجود في العالم إذ أصبحت الحاجة ملحة لاستعمال نماذج وطرائق التدريس تؤكد على دور المتعلم وتجعله مركز النشاط في العملية التعليمية وهذا ما ينادي به الاتجاه الحديث في التعليم الذي يؤكد على ضرورة اشراك الطالب في عملية التعلم ومساهمته الفاعلة في الدرس من خلال النشاطات التي يقوم بها بنفسه وهذا مهد للانتقال من التعليم الى التعلم ، ويغرس في نفسه اتجاهات ايجابية في التعلم ، ومساعدته على فهم المادة الدراسية المتضمنة للحقائق والمعلومات والقوانيين وخاصة بعدم نزوع الطلبة نحو التجريب ، واضحت غاية الطالب اجتياز المادة وليس التعلم والمعرفة .
تبعا لما سبق فأنَّ طريقة التدريس واستراتيجياتها يجب ان تكون جزءا من هذا التطوير والتغيير، وأنَّ تتجاوز كل ما هو تقليدي في التعليم إلى ما هو أفضل، ولعل من الطرائق المجدية اليوم، تلك التي تجعل المتعلم محور العملية التَّعليمية والتي تساعد على التعلم السريع للمعرفة وثارة التَّفكير لديهم وحل المشكلات بطريقة علمية، وتعزز قدرتهم على التطوير والابتكار الامر الذي يفرض التأسيس المعرفي لمثل هذه الاستراتيجيات بغية الوقوف عند حيثياتها واليات توظيفها اجرائيا.