عدت السينما والتلفزيون من اهم الوسائط المؤثرة على المجتمعات والشعوب عبر اشتغالات وتوظيف عناصر اللغة السينمائية ومحاكاة جميع مناحي الحياة الواقعية أو محاكاة عالم الخيال والافتراض وتجسيدها عبر الصوت والصورة وفقا للتقنيات الجمالية والتعبيرية، بإعداد رسائل مؤدلجة موجهة إلى المتلقين الهدف منها ابتعاث وجهات نظر سياسية أو اجتماعية لإحداث التأثير من خلال التواصل الفكري عبر النتاجات الفنية في السينما والتلفزيون متخطية حدود الزمان والمكان وبما تملكه من سعة أفق الانتشار وسرعته من حيث التوظيف عبر البث الفضائي وقنوات شبكة الأنترنيت العالمية .
ويبرز من بينها الاشتغال الفكري الأيديولوجي في عمل دراما السينما والتلفزيون المضادة المعتمدة على التزييف وتشويه سمعة وقيم المستهدف ومن بينها الاشتغالات على تزييف القيم العربية الأصيلة واستهدافها عبر النتاجات الفنية والعمل على الاقتصاص منها من خلال التواصل الثقافي عبر السينما والتلفزيون لمنح صورة تسهم في تشويه الحقائق ونقل تقاليد وثقافات وتاريخ مزيف ومضلل، ينسجم مع أهداف صانع العمل عبر أحداث الأثر بالقيم الاجتماعية وتشكيلها ومحاكاة الراي العام العالمي بما مصنوع في ماكنة الإنتاج والصناعة الفيلمية المسلطة الضوء بشكل مغاير للحقائق بعدها وسيلة ثقافية وفنية لنشر الأفكار بين مختلف الشعوب عبر عناصر الصورة المتحركة وما تمتلكه من مرونة في تقنيات الترجمة ومزج الأصوات (الدوبلاج) بكل اللغات والعمل على نقد القيم المجتمعية بمختلف عناوينها وإعادة طرح سياقات جديدة تعمل على إعادة تقديم صورة مؤدلجة جديدة تنافي الأصل ، عبر البيئة الزمانية والمكانية .
أذ يهدف البحث إلى الكشف عن الموضوع بجوانبه، ومن هذا المنطلق فقد صاغ الباحث مشكلة البحث بالتساؤل الآتي ماهي التوظيفات والمعالجات الفنية الدرامية للسينما والتلفزيون المضادة واشتغالها أيديولوجيا على تزييف القيم العربية، إذ تكمن أهمية البحث والحاجة اليه في الكشف عن معطيات وخصوصية الخطاب السينمائي عبرها. فضلا عن كونه معينا للطلبة والباحثين، وبما انه يهدف إلى دراسة معطيات التوظيفات والمعالجات الفنية الجمالية الدرامية السينما والتلفزيون المضادة واشتغالها أيديولوجيا على تزييف القيم العربية، فقد اعتمد المنهج الوصفي (تحليل المحتوى) كونه أكثر ملاءمة لتحقيق الأهداف والوصول إلى النتائج المتوخاة.