التصميم الآمن لا يقتصر على الحماية المادية مثل مقاومة الحرائق أو الأمان ضد السرقة، بل يتسع ليشمل الأمان النفسي والرفاهية العامة للعاملين، تصبح الفضاءات الداخلية التفاعلية أدوات فعالة لتعزيز الأمان، من خلال توفير حلول ذكية تساهم في تحسين نوعية الحياة داخل بيئات العمل. يمكن أن تشمل هذه الفضاءات أنظمة الإضاءة الذكية التي تتكيف مع مستويات الضوء الطبيعي لتقليل الإجهاد للعين، أو أنظمة التهوية التي تستجيب لجودة الهواء الداخلي لتوفير بيئة آمنة وصحية. تتيح الفضاءات فرصًا غير مسبوقة للتفاعل بين المستخدمين والفضاء نفسه، مما يعزز من الإحساس بالتحكم والراحة للعمل على حصول بيئة عمل آمنة تتوفر بها خصائص السلامة. وتمثلت مشكلة البحث بالتساؤل الآتي: "ما هي أساليب التقنيات التفاعلية المعززة المستخدمة في تصميم الفضاءات الداخلية الخاصة لأبنية المكاتب الإدارية"؟ ويهدف البحث إلى الكشف التقنيات والتصميم الذكي لتعزيز الأمان والحماية في بيئات العمل وتوظيف أنظمة الدخول الذكية وأجهزة الاستشعار وتوفير الإضاءة التي تؤدي إلى تحسين جودة الفضاء، بالإضافة إلى تصميم مرن وذكي للمباني يسمح بسهولة التحكم في الوصول.
يستدعي الإطار النظري مبحثين يضم الأول: التصميم الداخلي التفاعلي، بينما جاء المبحث الثاني التصميم الأمن في الفضاء التفاعلي.
اعتمد البحث الأسلوب الوصفي في عملية التحليل (3) مكاتب إدارية تفاعلية تمثل نماذج عينات البحث التي اختيرت بصورة قصدية من مجتمع البحث الأصلي الذي يمثل الفضاءات الداخلية التفاعلية المعززة للتصميم الأمن في المكاتب الإدارية لمنطقة دول آسيا.
وأسفرت الدراسة عن مجموعة من الاستنتاجات ومنها:
1- يعد الفضاء الداخلي التفاعلي نوعا جديدا من الفضاءات قادرا على استيعاب وظائف مختلفة ويتكيف مع متطلبات العصر ومتحركا وقابلا للتعديل لتوفير بيئة داخلية مريحة ومستجيبة لمتطلبات العصر.
2- إن التصميم التفاعلي يتمثل بمجموعة أدوات محددة تعمل كواسطة ربط بين محددات الفضاء الداخلي وتقنياته الحديثة التي تتفاعل مع المستخدم عن طريق أجهزة الاستشعار، والحوسبة في كل مكان لتحقيق بيئة عمل آمنة ولتوفير متطلبات السلامة والامان داخل الفضاءات.
3- تعمل الفضاءات التفاعلية في المكاتب الإدارية على دمج التقنيات الحديثة بتكنولوجياتها المعاصرة مع بيئة العمل التقليدية لتعزيز التفاعل والإنتاجية. وتشمل المزايا المتوقعة لتوظيفها زيادة التعاون بين الموظفين، ولتحسين عمليات الاتصال، وتعزيز الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل آمنة وأكثر حركية وملائمة لاحتياجات العمل الحديثة