تعد الفاعلية المعيارَ الاساسي لتقييم أي عمل فني، إذ تتجسد في العملية الإبداعية التي يسعى الفنان من خلالها إلى تحقيق أهداف جمالية أو وظيفية أو رمزية. وارتبطت هذه الفاعلية بالإنسان منذ أقدم العصور، حيث سعت مختلف الحضارات إلى التعبير عن ذاتها وإبداعاتها من خلال الفنون. ويشكل فن الخزف أحد أبرز الأمثلة على هذه الفاعلية، إذ شهد هذا الفن تطوراً ملحوظاً على مر العصور، متجاوزاً كونه حرفة تقليدية إلى أن أصبح فناً تشكيلياً معاصراً يحظى باهتمام كبير في الساحة الفنية العالمية. وقد ساهم هذا التطور في تنوع التقنيات والأشكال التعبيرية التي يستخدمها الخزافون، مما أدى إلى تعقيد النص البصري للأعمال الخزفية وزيادة تأثيرها على المتلقي. حيث ركزا الخزافون علىٰ العناصر الفنية المختلفة (كالمادة والشكل والتقنية واللون) لإيصال رسائلهم الفنية وتحقيق أهدافهم الإبداعية. حيث تتطرق الدراسة للعلاقة بين الفاعلية في فن الخزف والتطورات التي شهدها هذا الفن