يشكل فن الخزف أحد الركائز الأساسية في الفن التشكيلي العراقي المعاصر، والذي كانت بداياته المعاصرة متمثلة بظهور أستاذه اليوناني الجنسية (فالنتينوس)* ومن ثم الخزاف سعد شاكر وأكرم ناجي وشنيار عبد الله وجواد الزبيدي وعبد الكاظم غانم وكذلك ماهر السامرائي وطارق إبراهيم وقاسم نايف وأنغام سعدون وأحمد الهنداوي، وزينب البياتي، وأحمد جعفر، وغيرهم. إذ تطورت أساليبهم الفنية من خلال هجر فنانيه الأسلوب الواقعي وبحثهم الدؤوب لخلق فن خزف عراقي معاصر يتميز بأسلوب وتقنيات معاصرة، ومن هؤلاء الفنانين الخزاف شنيار عبد الله الذي تميز نتاجه الخزفي باختزال شديد للأشكال والتكوينات الخزفية في بناءها العام وألوانها المميزة، ومن هنا تبرز أهمية بحثنا في دراسة تكشف طبيعة الاختزال في نتاجاته الخزفية وسمات هذا الاختزال، إذ يعد شنيار عبد الله من الخزافين العراقيين الذين تتميز نتاجاتهم بتحولات على مستوى النتاج الخزفي واختزالاته الشكلية، إذ اعتمد شنيار عبد الله في ابتكاره لأشكال وتكوينات خزفية مختزلة، إذ تبدو وكأنها أشكال لا أصل لها ولا نظير لها، في أشكال تميزت بتفردها التكويني والجمالي والإبداعي إذ تفرد في نتاجاته المختزلة بفعل تلك التكوينات وقدرته التقنية والجمالية المميزة لها.

وبتألف البحث من عدة فصول منها الفصل الاول شمل مشكلة البحث واهميته والحاجة اليه واهدافه وتحديد مصطلحاته بينما يكون الفصل الثاني يمثل الإطار النظري وشمل بحثين هما الاول الاختزال والرؤية الفنية والثاني هو حركة الخزف العراقي المعاصر وجاء الفصل الثالث بتحليل نماذج عينة البحث بينما جاء الفصل الرابع ممثل بالنتائج والاستنتاجات

* فالنتينوس كارالامبوس: من مواليد قبرص 1929. أكمل دراسته في لندن، ثم جاء الى العراق عام 1957، وعمل في ادارة فرع ادارة السيراميك، حصل على الجنسية العراقية عام 1980 كما عمل تدريسي في اكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد (Al-Zubaidi, 1986, p. 83).