تتناول هذه الدراسة موضوع القيم الجمالية والقيم التعبيرية في علم الكوزمولوجيا من خلال فن التصوير وفن التجهيز في الفراغ في نطاق الفن المعاص. يُعتبرالفن وسيلة تعبيرية فعالة لفهم وتقدير علم الفلك (الكوزمولوجيا) وهو العلم الذي يدرس نشأة الكون وتطور. كما يسلط هذا البحث الضوء على جزء من الإبداع الفني الذي تجسد في فن التصوير خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. نشأ هذا النوع من الفن في وقت لم تكن فيه تقنيات التصوير الفوتوغرافي المتطورة متاحة. وبدأت الممارسة الفنية بهدف تقريب الجمهور المتذوق للفن من عجائب الكون وإثراء الفهم العام للظواهر الكونية، حيث كان الفضول العلمي والسعي للاكتشافات المحرك الرئيسي وراء ذلك. خلال هذه الفترة، ظهرت مجموعة من الفنانين الذين سعوا إلى استكشاف الجمال الخفي وراء السحب، ذلك الجمال الذي يعجز الكثيرون عن رؤيته بسبب أضواء المدينة الساطعة، ويظهر هذا الجمال السماوي الباهر عند النظر إليه من أماكن هادئة وبعيدة عن صخب المدينة، مما يكشف عن عظمته وأسراره الكونية. كما يستعرض هذا البحث تأثير الاكتشافات العلمية في تشكيل الرؤية الفنية. تتمثل المشكلة البحثية في فهم كيفية تأثير القيم الجمالية والتعبيرية في علم الكوزمولوجيا على الأعمال الفنية المعاصرة. والسؤال الرئيسي الذي تتناوله هذه الورقة هو: "كيف يؤثر علم الفلك على الإبداع الفني والتعبير الجمالي في الفن المعاصر؟
تهدف هذه الورقة إلى استكشاف تأثير الأعمال الفنية على الفهم العام للظواهر الكونية، ودراسة كيف يمكن للفن أن يفتح آفاقاً جديدة للتعبير الفني والإبداع في علم الفلك (الكوزمولوجيا). وتكمن أهمية البحث في تحقيق فهم أعمق للمفاهيم الكونية من خلال دراسة الأثر الذي يتركه علم الفلك على الرؤية الفنية والإبداع الفني، مما يسهم في تعزيز التفاعل بين العلم والفن وإثراء المعرفة الإنسانية بشكل عام.
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي من خلال استعراض وتحليل مجموعة أعمال فنية مختارة من أعمال مجموعة محددة من الفنانين في مجال التصوير وفن التجهيز في الفراغ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، معبرين عن الظواهر الفلكية باستخدام مهاراتهم الفنية في فن التصوير وفن التجهيز في الفراغ، هذه الممارسات مكنتهم من توثيق التفاصيل الدقيقة التي وفرت فهما أعمق تجاه الممارسات التشكيلية في مجال الكوزمولوجيا.
من خلال التحليل النقدي لأعمال فنية لمجموعة من الفنانين المعاصرين الذين استلهموا من الكوزمولوجيا، توصل البحث إلى أن الفن يلعب دوراً محورياً في تعزيز الفهم العلمي للكون واستكشاف القيم الجمالية والتعبيرية في الفن المعاصر، مقدماً بذلك إضافة نوعية للتعبير الفني وإثراء للغة البصرية. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الكوزمولوجيا قادرة على توسيع آفاق الجمهور وتشجيعهم على التفكير بشكل أعمق في القضايا العلمية والفلسفية المرتبطة بالكون. هذه الأعمال تساهم في خلق تواصل بين العلم والفن، مما يعزز من وعي الجمهور بالقضايا الكونية ويشجع على المزيد من الاهتمام والاستكشاف في مجال علم الفلك.