تتناول هذه الدراسة موضوع الفقد كواحدة من أكثر التجارب الإنسانية عمقًا وتأثيرًا، مستعرضةً كيفية استخدام العين البشرية كرمز بصري للتعبير عن مشاعر الحزن ومراحل تقبل الفقد في الفن المعاصر. تسعى الدراسة إلى تقديم فهم أعمق لدور العين البشرية كرمز بصري و كوسيط تشكيلي يظهر الانفعالات العاطفية المختلفة، من خلال الوقوف على بعض الممارسات التشكيلية المعاصرة. تبرز أهمية البحث من خلال الدمج بين الفسيولوجيا والرمزية الفنية، مما يتيح أفقًا جديدًا لتطوير الأعمال الفنية التي تعبر عن التجارب العاطفية المعقدة.
اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي والتحليلي من خلال استعراض وتحليل أعمال فنية مختارة من الفنانين المعاصرين. اعتمد فيها الفنانون على عنصر العين البشرية كرمز رئيسي للتعبير و كوسيط تشكيلي لم يوظف فنيا بالشكل الكافي. كما ركزت الدراسة على توظيف الدلالات الرمزية المرتبطة بالعين، بالإضافة إلى استعراض التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليها أثناء الحزن، من خلال مراجعة الأدبيات العلمية والفنية ذات الصلة. تم تحليل عينة قصدية من خمسة أعمال فنية لفنانين استخدموا العين بأساليب تعبيرية متنوعة.
أظهرت النتائج أن العين البشرية تعد أداة بصرية قوية للتعبير عن مشاعر الفقد بالإضافة إلى مشاعر وجدانية مختلفة. حيث تتغير خصائص القزحية والبؤبؤ تبعًا للحالة العاطفية، مما يعزز من تأثير العمل الفني على المتلقي. كما بينت الدراسة تنوع رمزية العين لدى مجموعة من الفنانين قيد الدراسة. توصي الورقة بضرورة إجراء المزيد من الدراسات التي تربط بين فسيولوجيا الإنسان والممارسات التشكيلية المعاصرة، وبشكل خاص تشجيع الفنانين على استكشاف تجليات العين البشرية كرمز للتعبير عن التجارب الإنسانية العميقة، مع التركيز على استخدام تقنيات و خامات مبتكرة لإثراء الفن التشكيلي.