يتناول البحث الحالي اليات الشكل الايقوني حيث عبر عن ذلك المصمم المسلم لما يمتلكه من عقل متطور في التعبير عن حياة المجتمع الإسلامي المعاصرة ، حيث أنه شكل منعطفاً هاماً وجديداً في الصياغة الجمالية والتعبيرية في عمارة المساجد، لذلك فقد عبر التصميم الداخلي لفضاء المُصلى بما يتضمنه من تصاميم ايقونية داخلية متنوعة عن هذا الجمال والتي تتجسد فيها وحدة المضمون فكريا في فضاءاتها الداخلية وتكوينها والتي اظهرت من خلالهِ الحفاظ على هوية خصوصيتها الجمالية. وقد برز ذلك واضحاً في مساجد اوربا التي تميزت بعمارة ايقونية خاصة ،ذات الأثر الشاخص لتؤكد اصالة المصمم العراقي في أختار تصاميم ايقونية خاصة ولهذا وجدت الباحثة ضمن (الفصل الاول) صياغة مشكلة البحث التي تتلخص بالتساؤل التالي( هل يلعب الشكل الايقوني دورا تعزيز الفضاءات الداخلية للمساجد المعاصرة ؟ بينما تأتي اهمية البحث في يهتم بدراسة كيفية الحفاظ على اصالة الشكل الايقوني للفضاءات الداخلية ولكن بطريقة عصرية تواكب التطورات الهائلة في الفضاءات الداخلية للجوامع ، حيث تميزت تلك الفضاءات، منذ قديم الازل بتوظيف الشكل الايقوني المستعار من تعاليم الاديان ، فنجد ذلك واضحا في التصميم الداخلي لدور العبادة (الكنائس والمساجد ) لذا اقتضت دراستها و توظيفها في تلك الفضاءات الداخلية . وعلى ضوء ذلك ركزت الباحثة هدف البحث في الكشف عن الفكر الايحائي وفاعليتها في اختيار نوع الشكل الايقوني المناسب للفضاءات الداخلية المعاصرة لعمارة المساجد . أما بالنسبة لحدود البحث والتي تمثلت الفكر الايحائي ودوره في اليات اختيار الاشكال الايقونية المناسبة للفضاءات الداخلية المعاصرة للمساجد مسجد كامبريدج انموذجا –المملكة المتحدة بريطانيا والذي افتتح في 2019 وتناول الفصل الثاني مرجعيات الفضاءات الداخلية والتي اكتسبت صفات الشكل الايقوني من العصور القديمة للمساجد والكنائس حيث يستلهم المصممون من انماط العمارة العربية الاسلامية والغربية افكار وصور تجمع الماضي بالحاضر لتكون فضاءات داخلية تحمل صفة العصرية كما وقد توصلت الباحثة الى استخلاص أهم المؤشرات الأساسية التي اسفرت عنها مباحث الإطار النظري ، أما الفصل الثالث فقد تخصص في تحديد موضوع إجراءات البحث ، حيث تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي لتحليل عينة البحث مسجد كامبريدج اما الفصل الرابع فقد تضمن ابرز النتائج ، افرزت قوة الفكر الايحائي للنظام الشكلي الايقوني هو فعل بصري يستلهم من خلاله المصمم طبيعة التوافق والتناغم الجمالي والبنائي للوحدات الشكلية (الخطية والحجمية والفضائية ) والتي تنظم وفقا لاشتغال الاسس التنظيمية الرابطة لتلك الوحدات ، ضمن كلية العمل الايقوني ، اذ تغدوا المعالجات التصميمية لفكرة الفضاء الداخلي بمثابة انتاج تصميمي قائم على فرضيات العلاقة بين الشكل التصميمي الايقوني والمضمون بتوافقية تأصيل النظام الشكلي بروحية العصر الجديد والاستنتاجات التي توصلت اليها من خلال تحليل النموذج ان الفضاءات الايقونية لترتبط بتاريخ نشؤها فقط بل تصبح ايقونية عند ارتباطها بقيم اساسية في الفضاءات الداخلية كالرمزية والدلالية والابداع والجمالية و ان الشكل لا تكون ذات معنى الا اذا ربطناها بمعنى معين فتحن ندرك العالم عن طريق ادراك تلك الاشكال والتي تحمل في الاصل دلالات تعبيرية . للوصول الى تحقيق الهدف الكشف عن الفكر الايحائي وفاعليتها في اختيار نوع الشكل الايقوني المناسب للفضاءات الداخلية المعاصرة لعمارة المساجد.