الغرافيتي هو فن يشير الى الصور والكلمات المرسومة على جدران الابنية يستخدم عادة الوان الرش، يستخدم كشكل من اشكال الاحتجاج والتمرد، ورغم ان هذا الفن ضارب في عمق التاريخ منذ اول ما رسم الانسان على جدران الكهوف الا انه مر بمراحل غير من شكله واسبابه وهدفه ، ومن هم المراحل التاريخية في العالم هي مرحلة الثورة الفرنسية ومرحلة ما قبل الانترنت ثم مرحلة زمن العولمة والقرية الصغيرة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والاستخدام المفرط للمواقع الالكترونية ، ورغم ان هذا الفن كان اكثر تحفظا خلال الثورة الفرنسية نجده تحول بعد ذلك الى ثقافة شارع فاصبح فعل غير قانوني. وترفضه الأعراف المجتمعية بل وصف احيانا بأنه سرطان للمجتمعات و يظهر كمنزل متصدع مجاور يشوه المنظر أو ربما هو مجرد ان منفذه ضحية أخرى للاغتراب الاجتماعي فوضع الطلاء على الجدران لا يزال يعاقب عليه بالسجن ومبالغ كبيرة من الغرامات ، ومع دخول وانتشار وسائل الإعلام الرقمية الجديدة في ممارسة التعبير عن الكتابة على الجدران الغرافيتي في الوقت الحاضر فقد تغيرت قواعد اللعبة فعملت على تحسين جودة الغرافيتي وإقامة الروابط الاجتماعية ونشر الرسائل على نطاق أوسع وأسرع من ذي قبل. وهكذا فإن وسائل الإعلام الجديدة المتمثلة بوسائل التواصل المختلفة هي اليوم تعمل على تكثيف الديمقراطية في مجتمعات فناني الغرافيتي من خلال التعلم لمجموعات واسعة من الفنانين والأهم من ذلك هو الشعور بـ "المجتمع"، أي "التفاعل الاجتماعي المادي المباشر الذي يوفره المجتمع" وهذه ميزة اضافية اكسبتها هذه التقنيات الحديثة جعلتها فى موقع متقدم عن اعمال الغرافيتي في الميادين العامة. وفي هذا البحث ومن اجل وضع منهجية لتحليل الخطاب الغرافيتي من خلال التحليل النقدي للخطاب عبر مقاربة جامعة ما بين التحليل الوصفي التفصيلي والتجليات النصية وتحليل الحجج واساليب البرهنة اعتمدنا اسلوب التحليل السيميائي للخطاب الغرافيتي، ومن خلال استخدام منهجين سيميائيين لمفكرين معروفين هما الفيلسوف الفرنسي (رولاند بارت Roland Barthes 1915-1980م) والمفكر الامريكي (شارل ساندرس بورس Charles Sanders Peirce 1839-1914م)