تعد الاتجاهات الفنية منذ بدايتها الاولى ووصولاً الى ما بعد الحداثة ، هي بمثابة نقطة تحول باتجاه التغير والتنوع والتجديد في مجال إنجاز النتاجات الفنية، وهذا ما ساعد الفنان على خلق اعمال فنية مختلفة، تبعاً لاختلاف اليات وتقنيات إظهار جديدة مغايرة لمى سبق وخارجة عن المألوف والقيم المعتمدة عليها فيما مضى، أعتمدها كقيم تعبيرية وجمالية تشكلت وتنوعت حتى أصبحت أساليب واتجاهات معاصرة فيما بعد، ولا سيما تلك الفنون التي شهدت فترة ما بعد الحداثة، وتعتبر هذه الفنون خطوة مهمة ومتقدمة عملت على تحول المنجز الفني في تكوينه العام، الى بناء اسلوبي يقوم على تركيب تقني جمالي لمجموعة أشياء مقتبسة من الطبيعة والمصنعة من قبل الانسان الذي عمل على ترحيلها الى داخل التجربة الفنية . لذا ارتأت الباحثة الخوض في مضمون الدراسة الحالية والاجابة عن التساؤل الاتي:(هل انعكس ذلك التحول الجذري على صعيد اداء التنوع التقني في نتاجات الطلبة) ؟، وقد تكون البحث الحالي من اربعة فصول، تضمن الفصل الاول عرض مشكلة البحث والتي تمحورت بالإجابة عن التساؤل الاتي ( هل انعكس ذلك التحول الجذري على صعيد اداء التنوع التقني في نتاجات الطلبة ) اذ يهدف البحث الحالي الى( التعرف على التنوع التقني في التعبيرية التجريدية ومدى اشتغالاتها في نتاجات الطلبة) . اما الفصل الثاني والذي يتضمن الاطار النظري ويتكون من مبحثين ،المبحث الاول : مفهوم التقنية ، والمبحث الثاني: التنوع التقني في التعبيرية التجريدية ، وانتهى الفصل الثاني بمؤشرات الاطار النظري ، اما الفصل الثالث يتضمن منهج البحث وإجراءاته، حيث ان البحث الحالي يهدف الى التعرف على التنوع التقني للتعبيرية التجريدية، فقد اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي كإطار منهجي لبناء إجراءات بحثه، كونه اكثر المناهج العلمية ملائمة لتحقيق هدف البحث ، اذ يتكون مجتمع البحث الحالي من عدة لوحات فنية والبالغ عددها ( 10 ) لوحات فنية ، حيث تم اختيار عينة البحث الحالي والبالغ عددها(3) لوحات فنية، تم اختياها بطريقة قصدية ، وقد خرج البحث بمجموعة من النتائج منها : 1-من خلال تحليل عينات البحث الحالي، فقد اتضح بأن جميع العينات اعتمدت على التنوع التقني في تكوين بنية العمل الفني مثل السكاكين ، والمالجات ، وانواع الفرش ، والشفرات ، والعلب المثقبة لرشق الالوان ، وقطع الاسفنج استخدمت للمسح واحداث نوعا من الاندماج اللوني كتقنية جديدة داخل العمل الفني . 2-ان جميع الفنانين قد استخدموا مواداً غير مألوفة او معتاد عليها في اعمالهم الفنية ،لأحداث التنوع التقني في فضاء العمل الفني مثل الخشب ، والزجاج المهشم، والمعادن ،الطلاء الثقيل ،الطلاء المقطر، الرمل وغيرها من المواد الاخرى .اما الفصل الرابع يتضمن الاستنتاجات ومنها . 1-ان استخدام التنوع التقني ساهم وبشكل كبير في معالجة فضاء اللوحة الفنية، مما ادى الى احداث الابتكار والتميز . 2-تمكنت التعبيرية التجريدية من تفعيل المواد المهمشة، والاستفادة من التطورات التقنية في انجاز النتاج الفني .