تهدف الدراسة الحالية إلى تقصي الكيفية التي عبر من خلالها الفنانين عبر التاريخ عن حضور الجسد في أعمالهم الفنية، وتحديد الأساليب الفنية التي استخدمها الفنانون المعاصرون في تعبيراتهم عن الجسد في أعمالهم الفنية، كذلك التعرف على أهم القيم الفنية والجمالية والرمزية في أعمال الفنانين المعاصرين الذين عبروا عن الجسد في أعمالهم الفنية. استخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي في تتبع حضور الجسد في الأعمال الفنية المعاصرة.
أظهرت نتائج الدراسة إلى أن الممارسات الفنية التي استحضرت الجسد على تعدد أشكالها، أثبتت الحضور الدائم للجسد بتمثلاته المختلفة كالرسوم التصويرية في الاتجاهات الحداثية وما قبلها، إلى استحضار الجسد كأساس فني للعمل في الاتجاهات ما بعد الحداثية والمعاصرة، على فترات التاريخ المختلفة، كما وأظهرت التجربة العربية الإسلامية الحذر والتحفظ من نوعية حضور الجسد والتعبير عنه بما يتماشى مع القيم الدينية والأعراف والتقاليد.
وقد خلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات تمثلت في تناول موضوع الجسد بأبعاده الفلسفية والجمالية في إنتاج أعمال فنية معاصرة؛ كونه من المواضيع الغنية بأبعاد مختلفة تمّكن الفنان من تناوله بمختلف المجالات والمواضيع المتنوعة، كذلك تشجيع الباحثين والفنانين، للبحث في موضوع حضور الجسد في الممارسات الفنية العربية والإسلامية بشكل أكبر. وأخيراً ضرورة الحذر والتحفظ في التعاطي مع موضوع حضور الجسد في الممارسات الفنية لاسيما في الدول العربية الإسلامية؛ إذ أن الموضوع لا يخلو من التعديات فيما يمس المجتمع والقيم الدينية والأعراف والتقاليد، خاصة بأن التجربة الفنية العمانية هي تجربة حديثة ابتدأت مع الفنون المعاصرة؛ لتتعاطى وتستفيد من التجارب العربية والغربية وتواكب تقدماتها