أن قدرة الفنان المعاصر في التعبير عن عن القضايا والأحداث والأزمات والكوارث والحروب كان واضحًا منذ الممارسات الأولى للفن وعلى مدار التاريخ. وعندما ظهرت فنون ما بعد الحداثة أمدت الفنانين بأساليب ومعالجات مختلفة عما كان يستخدم سابقا؛ فإستطاع الفنان أن يوظف ما يوفره العصر من تقنيات وتكنولوجيا تسهم بشكل كبير في إبراز جماليات العمل الفني وقيمه التعبيرية. لذا جاء البحث الحالي لتسليط الضوء على دور فناني التجهيز في الفراغ في التعبير عن القضايا التي يعيشها العالم و التغيرات التي تشهدها المجتمعات. من خلال تتبع أهم الممارسات الخاصة بفن التجهيز في الفراغ باعتباره واحدا من الاتجاهات المعاصرة التي مكنت الفنان من التعبير جماليا عن كم هائل من الأفكار في قالب بصري معاصر. اتبع البحث المنهج التاريخي من خلال تتبع الجذور التاريخية لفن التجهيز في الفراغ. والمنهج الوصفي التحليلي لتحليل مجموعة من الممارسات الفنية التي وظفت فن التجهيز في الفراغ في الأعمال الفنية المعاصرة، وأهم القضايا والاحداث التي وظف فيها الفنان المعاصر فن التجهيز في الفراغ. وخلص البحث الى أن لفن التجهيز في الفراغ إمكانيات هائلة في ربط أفكار الفنان بالقضايا والاحداث التي تدور حوله. كما خرج البحث بقدرة فناني التجهيز في الفراغ بالربط بين الشكل والمضمون عند التعبير عن القضايا في قالب فني معاصر متفقا مع القيم الفنية والجمالية لمفهوم التجهيز في الفراغ. وأوصى البحث ببذل المزيد من الجهد للوصول الى أهم الممارسات والاتجاهات الفنية المعاصرة التي تناولت أهم القضايا والاحداث العالمية وبأسلوب فني معاصر.