إن سلسلة من الأزمات التي تهدد الاستدامة تضع البشرية في مأزق بين المخاطر البيئية والمخاطر المجتمعية المرتبطة بالاستخدامات اليومية. ولمواجهة احد التحديات الروتينية في الحياة اليومية، بحثت هذه الدراسة في حل الاحتكاك بين استدامة الاقتصاد الأخضر والحفاظ على البيئة من خلال مقارنة تجربة استخدام زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد والزجاجات العادية بين فئات عمرية مختلفة.
وهدفت الدراسة تسليط الضوء على التحول من النهج الانتقائي الموجه نحو الكفاءة للاقتصاد الخطي إلى الاقتصاد الدائري المتكامل الذي يركز على الفعالية للتعويض عن الآثار السلبية لخيار الزجاجة المفضل على البيئة ودعم سهولة الاستخدام للجميع بشكل عام وفئة كبار السن بشكل خاص.
ولتحقيق هدف الدراسة ومعالجة المشكلة البحثية فقد اتبعت الدراسة المنهجين الوصفي التحليلي وذلك من خلال عرض بعض الدراسات السابقة التي تناولت اشكال من صعوبات استخدام عبوات المياه البلاستيكية كما ذكرنا مسبقاً والمنهج التجريبي لوضع بعض المعايير التصميمية في تصميم العبوة الجديدة نفسها أو الأدوات المساعدة في هذا الغرض وايضاً المنهج التطبيقي لأجراء دراسة تحليلية لأكثر من تصميم لاحدي العبوات البلاستيكية الموجودة في الأسواق والمقترحة (التصميم الجديد) ومواصفات ومدى سهولة استخدام كل عبوة وهل تلبي احتياجات المستخدم ام لا ؟.
وتمت الدراسة التطبيقية من خلال تحليل الاستبيان الذي تم توزيعه على مجموعة مستجابة للتجربة مكونة من 72 شخص كعينة عشوائية من أصل111 شخص تم قصدهم من الفئات العمرية المختلفة من الجنسين (ذكور- اناث) أي بنسبة استجابة تقارب 65%، وأظهرت النتائج ان النموذج المقترح حقق نسب مختلفة باختلاف اماكن التوزيع طبقاً لأهداف وعناصر تحسين تجربة المستخدم.
وتؤكد نتائج الدراسة عدم الرضا الكثير من المستخدمين بشكل يومي لتلك العبوات البلاستيكية المتاحة عند بعض الفئات وان كانت بشكل كبير عند فئة كبار السن والشباب في سن الحركة الكثيرة والرياضة وذلك ضمن تحديد سمات معينة للزجاجات بمواصفاتها المختلفة لتعزيز قابلية وسهولة الاستخدام وفتح الزجاجة او حملها او التنقل بها لتكون كافية لديهم بكمية المياه المعبئة.
وانتهت الدراسة بتوصيات ويتمثل أهمها في انه يجب أن يحدد مجتمع الصناعة والتصميم التي تدعم التعايش بين البشر والطبيعة على الأرض من خلال منظور استكشافي وإزالة الحواجز، مثل الجمود الصناعي. كمطورين ومصممين للمنتجات، فمازال لدينا القدرة على سد الفجوات بين السياسات التقليدية والضرورات البيئية والتحديات المرتبطة بصعوبة الاستخدام لمثل تلك المنتج (زجاجات المياه البلاستيكية) لخلق مستقبل أفضل للأشخاص المحاطين بمنتجات مختلفة وخاصةً عند كبار السن والشباب في سن الحركة الكثيرة والرياضة.