للموسيقى حضور شاخص منذ العصور الاغريقية على الرغم من بدائيتها وذلك عبر الطقوس الدينية التي كانت تقدم بمناسبة الاعياد الديونيسيوسية، وكذلك الاغنيات الديثرامبية، مرورا ببعض التطورات التي طرات عليها في العصر الروماني على وفق ذائقة وموروثات المجتمع الروماني، وبعدها في عصر الكنيسة والعصور الوسطى وصولا لعصر النهظة التي تغيرت فيها المفهومات الموسيقية وارتباطها بالتطورات الدرامية المسرحية، اذ اثر ذلك التطور بان تكون الموسيقى عنصرا مهما في بنية العرض المسرحي وشكلا من الاشكال الفنية والجمالية والفكرية والتقنية.
لقد شكلت الموسيقى اثرا مهما في بعض الاتجاهات المسرحية حتى اصبح هناك شكلا دراميا يطلق عليه المسرح الموسيقي وكذلك الشكل الاوبرالي او الاوبريت، كما ان هناك مسرحيات غنائية، فضلا عن التطور التكنولوجي الحاصل في اليات تشكل الموسيقى لتكون بمثابة مؤثرات صوتية تثير الاحاسيس وتجعلها تعمل ضمن نسيج العرض المسرحي، وكذلك ظهور اتجاهات تربوية ونفسية وظفت المسرح لغاية تعليمية اطلق عليها المسرح المدرسي او التعليمي، وانطلاقا من تلك الاهمية للموسيقى وتاثيراتها في بنية العرض المسرحي وفضاءه الدرامي وتوظيفاته المتعددة في محاكاة الفعل المسرحي، جاءت مشكلة البحث عبر السؤال الاتي: هل هناك توظيف جمالي وتربوي للموسيقى والمؤثرات الصوتية في عروض المسرح المدرسي؟ لتتبنى الباحثة الجواب عن ذلك السؤال بعنوان بحثها الموسوم (التوظيف الجمالي والتربوي للموسيقى والمؤثرات الصوتية في عروض المسرح المدرسي) والتي تعد من الموضوعات المتجددة نظرا لتجدد عناصر وتقنيات العرض المسرحي على وفق التطورات التكنولوجية الحاصلة في حقلي الموسيقى والمسرح.