تناولنا في صفحات بحثنا هذا موضوع أخلاق الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) وقت الحرب ونحن نعرف ان وقت الحرب لا مكان للأخلاق والآداب لان امامك عدو يهم بقتلك اذا ما سنحت له الفرصة ، وانت كذلك ان تهيئت لك الظروف لا تتراجع عن قتله والفتك به ، ولكن وجدت ان الامام علي (عليه السلام) كثيرا ما كان يتراجع عن قتل اعدائه حتى وان كان هو المتمكن والمسيطر على ظروف القتال ، وهذا التراجع له اسباب منها سمو الاخلاق التي يتمتع بها هذا الرجل فمثلا في حربه مع اعدائه في واقعة صفين سنة 37 هـ حيث كان عدوه هو المسيطر على موقع المياه فمنعوه (عليه السلام) واصحابه من شرب الماء ولكن ما ان تمكن الامام علي (عليه السلام) من السيطرة على موقع الماء حتى ترك لهم (اعدائه) مجال لأخذ الماء ولم يمنعه عليهم مثلما فعلوا به هم ، وهذه قمة الشجاعة والأخلاق ، وفي موقف اخر أوصى بقاتله خيرا ولم يسمح بقتله حين القي القبض عليه وقت اقدام عدوه على النيل منه عند صلاة الفجر وطلب من أبنائه واصحابه معاملة قاتله كأسير حرب وعدم المساس به وهذا كله يدل على سمو اخلاق وآداب الامام علي (عليه السلام) وهذا غيض من فيض في صفاته واخلاقه.
اخلاق الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في الحرب
صفين
الامام
معركة
الخوارج
أبو تراب